الحائري، ومكتبة الحاج محتشم السلطنة، وغيرها من المكتبات الخاصة الكثيرة في سائر مدن، إيران.
وفي مقدمة هذه المكتبات، من عامة أو خاصة، في عموم إيران مكتبة الحاج حسين آقا ملك التجار، تلك المكتبة التي تعد أكبر مكتبة على الاطلاق في إيران. وكان الحاج ملك المشار إليه قد شغف بجمع الكتب العربية والفارسية من خطية ومطبوعة، وبعض الكتب الأوروبية المهمة. بيد أن المومى إليه غرم بوجه خاص في اقتناء وجمع الكتب الخطية النادرة التي تؤلف النصف من مكتبته، ويقدر مجموع كتبها بست وأربعين ألف مجلد، هي من أنفس وأثمن الكتب والمصاحف، التي تعد فيها بألف ومائتي مصحف بخطوط مشاهير الكتاب ومذهبة تذهيبا بديعا جدا.
ولقد انفردت هذه المكتبة الخاصة بكثير من النسخ الخطية، والنفائس البديعة التي لا وجود لها في جميع أنحاء العالم، علاوة على ما تحويه من خطوط كثير من المؤلفين القدماء المعروفين.
ومن أهم الكتب التي تحويها هذه المكتبة كتاب شرح الثمرة، الذي كتب عام 371 ه والذي هو موضوع بحثنا في مقالنا هذا، وكتاب عين اللغة للخليل بن أحمد كتب عام 1091 ه، ونسخة نادرة من القرآن بخط الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ع، وكتاب رياض العلماء النادر الوجود جدا، وكتاب منطق الشفاء لابن سينا وهو نسخة نادرة كاملة، والمجلد الأول من كتاب أمل الآمل في أحوال علماء جبل عامل بخط الحر العاملي تاريخه 1097 ه، وكتاب رياض الجنة في تراجم العلماء وأظن أن نسخ هذا الكتاب منحصرة بهذه النسخة فقط، ومؤلفه السيد حسن الزنوزي من كبار علماء القرن الثالث عشر الهجري، وكتاب تقويم التواريخ باللغة التركية لمؤلفه الحاج خليفة مؤلف كشف الظنون، وكتاب روضات الجنات في أوصاف مدينة هرات، ومجلد واحد من تاريخ أبي الفداء الذي ينتهي بحوادثه في سنة 720 ه وقد كتبت في عصر المؤلف المذكور. وديوان الحر العاملي بخط الناظم وكتاب حدائق السحر في دقائق الشعر لمؤلفه رشيد الدين محمد العمر الكاتب البلخي تاريخ 738 ه، وكتاب الدرر الفاخرة في الأمثال السائرة تأليف حمزة الأصفهاني، والمجلد الثالث من وسائل الشيعة بخط المؤلف الحر العاملي، وكتاب الوجيز في الفقه للغزالي مكتوب عام 584 ه، إلى غيرها من الكتب النادرة النفيسة، أما كتاب شرح الثمرة فهو أقدم نسخة خطية بالخط العربي في هذه المكتبة بل وفي مكتبات العالم أجمع (1).
الثمرة في أحكام النجوم: أحد تآليف الحكيم اليوناني بطليموس. ذلك التأليف الذي وضعه لتلميذه سورس. والاسم اليوناني الأصلي لهذا الكتاب انطرومطا أي مائة كلمة، وقد ترجم إلى اللغة العربية في صدر الاسلام ووضع عليه اسم الثمرة. إذ أنه جاء بخلاصة وثمرة أربعة كتب ألفها الحكيم المذكور لتلميذه المومى إليه كما يظهر ذلك من مقدمة هذا الشرح الذي نحن بصدده الآن وهي:.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين (2). وبعد فهذا كتاب ثمرة بطليموس الحكيم من تمام الكتب الأربعة التي ألفها في الأحكام لسورس تلميذه. قال بطليموس قد قدمنا لك يا سورس كتبا فيم يؤثر الكواكب في عالم التركيب كثير المنفعة في تقدمة المعرفة. وهذا الكتاب ما اشتملت عليه تلك الكتب وما خلص عن التجربة منها وليس يصل إلى معرفته من لم يمعن النظر فيما قدمناه (3) قبله وفي علوم أخر من علوم الرياضة فكن به سعيدا.
ولقد شرح هذا التعريب جماعة كبيرة من الشراح والمفسرين منهم أحمد بن يوسف المصري المهندس كاتب آل طولون بمصر (4) وهو يعد من أقدم الشروح لهذا الكتاب، وذكره كثير من المؤرخين كابن النديم وابن القفطي وغيرهما، كما نقل عنه كثيرا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود المتوفي عام 317 في كتابه المسمى بالتسييرات.
يرتقي تاريخ هذه النسخة إلى سنة 371 هجرية. إذ جاء في آخر صفحة من الكتاب ما صورته تم كتاب بطليموس المسمى الثمرة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الأكرمين (5) كتبه الحسين بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي بالري في دار ابن الأقوال (6) وفرع منه للنصف من شعبان لسنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. فيكون قد مر على هذه النسخة 1038 ألف وثمان وثلاثين سنة تقريبا في هذا العام:
عام 1408.
أما كاتب النسخة أعني الحسين بن عبد الرحمن فهو ولد عبد الرحمن بن