مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٣١٤
ولعل أول من أشار إلى مهاراته وعددها هو الحصري القيرواني في جواهره، وابن مكي في تثقيفه (1). 4 1178 ولعل ابن مكي أول من أشار إلى أن كشاجم طلب علم الطب بعد ذلك، حتى مهر فيه، وصار أكبر علمه، فزيد في اسمه طاء من طبيب. وقدمت على سائر الحروف من كاتب، شاعر، أديب، منجم، مغن، لغلبة الطب عليه، فقيل طكشاجم، ولكنه لم يسر كما سار كشاجم. أما أول من أشار إلى أنه كان مجاهرا في شيعيته فهو ابن شهرآشوب في معالمه، وأول من روى أن ديوان كشاجم كان مصدر ارتزاق لدى النساخ هو الثعالبي في يتيمته، كما كان شعره مصدرا للتعزية والترفيه (2) عن النفس، حسب ما قاله أحد أهل العصر، وقد يكون الثعالبي أول من أخرج من شعره ما نسب إلى الخالديين الشاعرين...
ولعل الثعالبي كذلك كان أول من أشار إلى أنه كان لكشاجم ولدان أبو نصر، وأبو الفتح.
أما أول من ذكر مؤلفات كشاجم فكان النديم في فهرسته، وقد أشار إلى الديوان الذي بلغ مائة ورقة، وكتاب أدب النديم، وكتاب الرسائل، وأول من أشار إلى كتاب كشاجم في الغناء والطرب هو الحصري القيرواني في جواهره، بقوله: وله في الغناء كتاب مليح. ولعل ابن خلكان أول من أشار إلى كتابه المصايد والمطارد حين روى عنه. أما القلقشندي فهو أول من أشار إلى كتاب كنز الكتاب، وفي القرن الحادي عشر الهجري جمع حاجي خليفة لكشاجم مؤلفاته المعروفة في عصره، وذكرها جميعا، ما عدا كتاب الرسائل، وكنز الكتاب، مضيفا إلى مؤلفاته كتاب خصائص الطرب، كتاب الطبيخ الذي ورد مصحفا بالصبيح!، كتاب الطرديات في القصائد والأشعار.
مولده ووفاته وتبين لنا بعد التنقيب، والبحث، والتحقيق، أن كشاجم ولد ببغداد في حدود سنة 280 ه، وتوفي في حدود سنة 348 ه بمصر، حيث استقر في أواخر حياته.
ومن المفيد أن نشير إلى أن كشاجم ظل يرحل متنقلا بين بلاد العراق والشام ومصر، يستقر في إحداها مدة من الزمن، ثم يتركها، ليعود إليها مرة أخرى. إنما من الواضح أن كشاجم كان قد انطلق من بغداد، حاضرة الخلافة، حيث كانت له دار، على شط دجلة، على حد تعبيره (3)، ويبدو أنه كان يعيش ببغداد في الجانب الشرقي حيث دور الخلافة، ودور رجالاتها (4).
ومن المفيد أن نشير إلى تفرد سامي الدهان بتحديده سنة 340 ه، تاريخا لوفاته، وبتحديد مكانها بحلب، حيث استقر. أما محمد أسعد طلس فقد تفرد كذلك بتعيين تاريخ لولادة كشاجم، وأخرى لوفاته، فذكر في أبحاثه أن كشاجم ولد في حدود سنة 295 ه، دون أن يدلي بالأسباب المقنعة، وأنه توفي سنة 358 ه، أو ما بعدها، كذلك دون أن يقنعنا بالسبب الذي اعتمده، ففي رأيه أن كشاجم هجا كافورا، وأن كافورا لم يتول السلطة المطلقة إلا قبل وفاته بقليل، وقد توهم الكاتب حين أشار إلى هجاء كافور الإخشيدي، أما الصواب فهو هجاء لأحد غلمان كشاجم، وكان يدعى كافورا، ويبقى سؤالنا قائما: أفلا يستطيع كشاجم أن يهجو كافورا قبل استقلاله المطلق بالملك سنة 355 ه؟! على أننا نعلم أن الإخشيد محمد بن طغج قد عهد إلى كافور بالوصاية على ولديه أنوجور محمود، وعلي، لأنهما كانا قاصرين، وكان كافور، كما يخبرنا التاريخ، قد استأثر بالملك منذ موت الإخشيد سنة 334 ه‍!
ومن المفيد كذلك أن نذكر أن المؤرخين والباحثين، ممن اختاروا سنة 360 ه تاريخا لوفاته، إنما فعلوا ذلك توهما منهم أن ابن كشاجم هو كشاجم، فاختلط عليهم الأب وابنه، وقد ذكر الثعالبي أبا نصر بن أبي الفتح كشاجم، وروى له ما يقارب 66 بيتا، كما روى أخباره أبو علي التنوخي في نشواره في الستين بعد الثلاث مائة، حين كان كاتبا لأبي علي الأعصم القرمطي في بلاد الشام، وفي رملة فلسطين خاصة.
وأخيرا، نشير إلى إعجاب كشاجم بحلب، حيث بنى فيها دارا، وامتلك أرضا وبستانا، كما جاء في شعره (5). وكان كشاجم يصف طبيعة حلب (6) في جميع فصولها، ويصف ربيعها، وهو في غاية من الفرح والانشراح النفسي، ويصف نهرها قويق، ويتغنى بجمال طبيعتها، مما جعل بعض المؤرخين يرددون قصيدته في حلب، ويعتبرون ما قاله فيها وفي طبيعتها من أروع ما قيل في حلب. فلو عاش كشاجم حتى الخمسين بعد الثلاث مائة، وعلم بخراب حلب حين دخل إليها نقفور فوكاس الروماني سنة 351 ه، ودمر قصورها، ونهب محتويات خزائنها، وأثاثها، وتحفها، وذخائرها، واستباحها، بحيث لم ينج منها إلا من صعد القلعة، ثم تركها ركاما من خراب، أما كان قد ناح كشاجم على البلدة التي أحب، والتي غنى بساتينها وأشجارها، ونهرها، وزهورها، وربيعها، أو رثاها باكيا، وهو الذي رثى وبكى قمرية الذي مات، وطاووسه الذي هلك، ومنديله الذي سرق! فانى له أن يسكت عن دمار حلب الحبيبة، عاصمة الشعراء والأدباء؟!

(1) ابن مكي، تثقيف اللسان وتلقيح الجنان (ط القاهرة، 1966 م)، 138 (قال أن كشاجم " لقب له، جمعت أحرفه من صناعته، أخذ الكاف من كاتب، والشين من الشاعر، والألف من أديب، والجيم من منجم، والميم من مغن ". كذلك كان أول من صوب أقوال الرواة في حركة الكاف، فقال إن الصواب فتح الكاف، لا ضمه.
(2) قال بعضهم:
يا بؤس من يمنى بدمع ساجم يهمي على حجب الفؤاد الواجم لولا تعلله بكأس مدامة ورسائل الصابي وشعر كشاجم! (3) ديوان كشاجم (ط بغداد)، قط 388، البيت 67، يخاطب فيه الوزير ابن مقلة:
وقيل كن جار بحر أو قنا ملك وأنت جاري ومثوانا على دجلة (4) ابن حوقل، كتاب صورة الأرض، 216، قال أن الجانب الغربي من بغداد كان لأهل اليسار، ومعظم مساكن التجار، أما الجانب الشرقي فكان لدور الخلافة، ولمن بيده حال من اسم المملكة. (م. ن.، 216 و 217).
(5) ديوان كشاجم (ط بغداد)، قط 221 (26 بيتا)، يمدح صديقه أبا بكر الصنوبري وهو بحلب، وفيها يقول:
ولي أرض وبستان ونهر فيه ما يجري (6) م. ن.، قط 178 (17 بيتا)، يصف مدينة حلب بالمطلع:
وفي البيتين 10 و 11، قال:
وما أمتعت جارها بلدة كما أمتعت حلب جارها هي الخلد تجمع ما تشتهي فزرها فطوبى لمن زارها!
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370