البحراني وبعد أن انهى هذه الدروس. شد الرحال من وطنه إلى النجف الأشرف.
وبقي في النجف الأشرف قرابة خمسة عشر عاما يطلب العلم على يد كبار العلماء واجلائهم، منهم الشيخ محمد طه نجف النجفي، الذي أجاز له رواية الحديث والشيخ محمود ذهب والشيخ ملا هادي الطهراني، وله إجازة في رواية الحديث أيضا من السيد محمد الهندي النجفي المتوفى سنة 1322.
وغيره من العلماء.
كما درس الفقه والأصول والحكمة والكلام وسائر العلوم الرياضية ومنها علم الهندسة على يد الشيخ أبي المجد المعروف بآغا رضا الأصفهاني وقد ألف الشيخ بعدها كتاب التعليقات الكافية على القوانين والكفاية. وتعليق على كتاب الإشارات لابن سينا في مقام الاستدلال على بطلان وجود ما لا يتناهى من الامتداد الجسماني.
وقد درس الطب القديم أيضا عند الميرزا محمد باقر بن الميرزا خليل بن الميرزا حبيب الله الطهراني النجفي طيلة المدة التي كان متواجدا فيها في النجف وهي خمسة عشر عاما.
ثم عاد إلى البلاد فافتتح مدرسة للعلوم الاسلامية أخذ يدرس فيها البحث الخارج، انضم إليها الكثير من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من أرباب العلم والفضيلة، فيهم الخطيب والكاتب والطالب (1).
وقد أوقف أكثر الأموال التي بين يديه لطلاب العلم من أهل بلاده وقد اختلست ظلما بعد وفاته من قبل سلطات الجور الباغية ولا يزال أهالي العوامية يعرفون ويذكرون بعضا من ذلك. وقد قاوم الاضطهاد السعودي لأهل القطيف مقاومة عنيفة.
تلاميذه تتلمذ على يديه الكثيرون منهم:
1 الشيخ حسن علي بن الشيخ عبد الله البدر المتوفى سنة 1334 في الكاظمية.
2 الشيخ منصور ابن الحاج علي المرهون المولود سنة 1294 ه المتوفى 1362.
درس عند الشيخ النمر والشيخ البدر ثم هاجر إلى النجف الأشرف وبقي 15 سنة ثم عاد إلى القطيف وهو أحد الخطباء المشهورين في ذلك الوقت.
له الكثير من القصائد في رثاء الرسول ص.
3 الخطيب الشيخ عيسى بن الحاج محمد السني التاروتي المولود سنة 1305 ه والمتوفى سنة 1355.
4 الشيخ الملا حسن بن الحاج عبد الله بن حسن ربيع الخطي توفي سنة 1362.
له ديوان مطبوع بعنوان الزهور الربيعية فيه قصائد في رثاء آل البيت.
5 الشيخ محمد حسين بن الشيخ حسين آل عبد الجبار البحراني القطيفي المولود سنة 1300 والمتوفى سنة 1381.
درس في القطيف لدى الشيخ ناصر نصر الله والشيخ أحمد بن علي بن عطية والشيخ النمر ثم درس في النجف على يد السيد مهدي آل بحر العلوم والشيخ جعفر السوداني والسيد رضا الهندي والشيخ الأنصاري والشيخ عبد الهادي كاشف الغطاء والشيخ ملا محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية.
له شرح واسع على أصول الكافي في 14 مجلدا.
6 الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ حسين القديحي البحراني المولود 1302 والمتوفى سنة 1387.
ولد في النجف الأشرف وهو ابن الشيخ علي صاحب كتاب أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين.
درس العلوم الدينية على يد والده والشيخ النمر وعلماء آخرين.
له مؤلفات منها: كنز الدرر رياض المدح الرثاء نزهة الناظر معادة الدارين في أحوال مولانا الحسين المجموعة الحسينية مجمع الفؤاد ومؤلفات دينية أخرى.
وله شعر في رثاء أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
له إجازات من كبار العلماء منهم:
السيد أبو تراب الخوانساري النجفي، السيد حسن الصدر الكاظمي، الشيخ محسن الطهراني المعروف بآغا بزرگ الطهراني وإجازات أخرى عديدة.
دفن في مقبرة بلاده القديح.
7 الشيخ سعود بن محمد سلمان الفرج المتوفى في سنة 1335.
درس عند الشيخ النمر بعد ما تجاوز عمره الثلاثين ثم هاجر إلى النجف ومكث قرابة العشرين عاما، توفي ودفن في مقبرة بلاده العوامية.
8 الشيخ محمد أحمد الفرج المتوفى سنة 1366 من خطباء المنبر الحسيني. وكان يعرف بالشيخ محمد المؤمن.
شعره قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين ع:
لهاشم يوم الطف ثار مضيع * وفي أرضه للمجد جسم موزع هجعت فلا ثار لك اليوم مدرك * ونمت فلا مجد لك اليوم يرفع وهذي بنو حرب أدارت لك الردى * كؤوسا ولا كأس بك اليوم تجرع وتلك الظبا اللاتي شحذت حدادها * لأنف الإبا من مجدك اليوم تجدع وتلك القنا اللاتي أقمت كعابها * بصدر العلى من عزك اليوم تقرع فنهضا فان العز أن تنهضوا لها * وإلا فان الكف للنفس أنفع سننتم بيوم الفتح صفحا فأصبحت * نساء بني حرب من السبي تمنع فتلك بها اللاتي أشادت بها الظبا * مضارب من هام السماكين أرفع برغم الهدى أمست ولا دون خدرها * قريع وغى عنها يذب ويدفع لقد هجمت حرب عليها خباءها * فكم برقع عنها يماط ويرفع وكم حرة كالشمس تدمى بوكزها * وكم طفلة كالبدر بالضرب توجع وكم ثاكل عزت ثكولا ورضع * لها انتحبت عن بلة الثدي أدمع وكم من خبا أمسى إلى النار موقدا * بحيث غدت في وجه عزك تسفع