الشرابي ثم جرت بين المعتز ومحمد بن عبد الله بن طاهر مكاتبات ومراسلات يدعو المعتز محمدا إلى الدخول فيما دخل فيه من بايعه بالخلافة وخلع المستعين ويذكره ما كان أبوه المتوكل أخذ له عليه بعد أخيه المنتصر من العهد وعقد الخلافة ودعوة محمد بن عبد الله المعتز إلى ما عليه من الأوبة إلى طاعة المستعين واحتجاج كل واحد منهما على صاحبه فيما يدعوه إليه من ذلك بما يراه حجة له تركت ذكرها كراهة الإطالة بذكرها وأمر محمد بن عبد الله بكسر القناطر وبثق المياه بطسوج الأنبار وما قرب منه من طسوج بادوريا ليقطع طريق الأتراك حين تخوف من ورودهم الأنبار وكان الذي تولى ذلك نجوبة بن قيس ومحمد بن حمد بن منصور السعدي وبلغ محمد بن عبد الله توجيه الأتراك لاستقبال الشمسة التي كانت مع البينوق الفرغاني من يحميها من أصحابه فوجه محمد ليلة الأربعاء لعشر بقين من المحرم خالد ابن عمران وبندار الطبري إلى ناحية الأنبار ثم وجه بعدهما رشيد بن كاوس فصادفوا البينوق ومن معه من الأتراك والمغاربة وطالبهم خالد وبندار بالشمسة فصار البينوق وأصحابه مع خالد وبندار إلى بغداد إلى المستعين وكان محمد بن الحسن ابن جيلويه الكردي يتولى معونة عكبراء وكان على الراذان رجل من المغاربة قد اجتمع عنده مال فتوجه إليه ابن جيلويه ودعاه إلى حمل مال الناحية فامتنع عليه ونصب له الحرب فأسر ابن جيلويه المغربي وحمله إلى باب محمد بن عبد الله ومعه من مال الناحية اثنا عشر ألف دينار وثلاثون ألف درهم فأمر محمد بن عبد الله لابن جيلويه بعشرة آلاف درهم وكتب كل واحد من المستعين والمعتز إلى موسى ابن بغا وهو مقيم بأطراف الشأم قرب الجزيرة وكان خرج إلى حمص لحرب أهلها يدعوه إلى نفسه وبعث كل واحد منهما إليه بعدة ألوية يعقدها لمن أحب ويأمره المستعين بالانصراف إلى مدينة السلام ويستخلف على عمله من رأى فانصرف إلى المعتز وصار معه وقدم عبد الله بن بغا الصغير بغداد وكان قد تخلف بسامرا حين خرج أبوه منها مع المستعين وصار إلى المستعين واعتذر إليه وقال لأبيه انما قدمت إليك لأموت تحت ركابك وأقام ببغداد أياما ثم استأذن ليخرج إلى قرية
(٤٤٤)