كاتب بغا الشرابي وصاحب أمره واليه أمر العسكر يركب إليه القواد والعمال لمكانه من بغا وكان ابن مارمة صديقا لدليل وكان باغر أحد قواد بغا فمنع دليل باغر من ظلم أحمد بن مارمة وانتصف له منه فأوغر ذلك من فعله بصدر باغر وباين كل واحد من دليل وباغر صاحبه بذلك السبب وباغر شجاع بطل معروف القدر في الأتراك يتوقاه بغا وغيره ويخافون شره فذكر أن باغر جاء يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة 250 إلى بغا وبغا في الحمام وباغر سكران شديد السكر وانتظره حتى خرج من الحمام ثم دخل عليه فقال له والله ما من قتل دليل بد ثم سبه فقال له بغا لو أردت قتل ابني فارس ما منعتك فكيف دليل النصراني ولكن أمرى وأمر الخلافة في يديه فتنتظر حتى أصير مكانه انسانا فشأنك به ثم وجه بغا إلى دليل يأمره ألا يركب وقيل بل تلقاه طبيب لبغا يقال له ابن سرجويه فأخبره بالقصة فرجع إلى منزله فاستخفى وبعث بغا إلى محمد بن يحيى بن فيروز وكان ابن فيروز يكتب له قبل ذلك فجعله مكان دليل فيوهم باغر أنه قد عزل دليلا فسكن باغر ثم أصلح بغا بين دليل وباغر وباغر يتهدد دليلا بالقتل إذا خلا بأصحابه ثم تلطف باغر للمستعين ولزم الخدمة في الدار وكره المستعين مكانه فلما كان يوم نوبة بغا في منزله قال المستعين أي شئ كان إلى إيتاخ من الأعمال فأخبره وصيف فقال ينبغي أن تصيروا هذه الأعمال إلى أبى محمد باغر فقال وصيف نعم وبلغت القصة دليلا فركب إلى بغا فقال له أنت في بيتك وهم في تدبير عزلك عن كل أعمالك فإذا عزلت فما بقاؤك إلا أن يقتلوك فركب بغا إلى دار الخلافة في اليوم الذي نوبته في منزله بالعشى فقال لوصيف أردت أن تزيلني عن مرتبتي وتجئ بباغر فتصيره مكاني وإنما باغر عبد من عبيدي ورجل من أصحابي فقال له وصيف ما علمت ما أراد الخليفة من ذلك فتعاقد وصيف وبغا على تنحية باغر من الدار والاحتيال له فأرجفوا له أنه يؤمر ويضم إليه جيش سوى جيشه ويخلع عليه ويجلس في الدار مجلس بغا ووصيف وهما يسميان الأميرين ودافعوه بذلك وإنما كان المستعين تقرب إليه بذلك ليأمن ناحيته فأحس هو ومن في ناحيته بالشر فجمع إليه الجماعة
(٤٣٥)