الصلاة ومن مناكحهم أعظمها عنده وزرا وأولاها عند ذوي الحجى والالباب تحريما ثم حباهم محاسن الأخلاق وفضائل الكرامات فجعلهم أهل الايمان والأمانة والفضل والتراحم واليقين والصدق ولم يجعل في دينهم التقاطع والتدابر ولا الحمية ولا التكبر ولا الخيانة ولا الغدر ولا التباغي ولا التظالم بل أمر بالأولى ونهى عن الأخرى ووعد وأوعد عليها جنته وناره وثوابه وعقابه فالمسلمون بما اختصهم الله من كرامته وجعل لهم من الفضيلة بدينهم الذي اختاره لهم بائنون على الأديان بشرائعهم الزاكية وأحكامهم المرضية الطاهرة وبراهينهم المنيرة وبتطهير الله دينهم بما أحل وحرم فيه لهم وعليهم قضاء من الله عز وجل في اعزاز دينه حتما ومشيئة منه في اظهار حقه ماضية وإرادة منه في اتمام نعمته على أهله نافذة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وليجعل الله الفوز والعاقبة للمتقين والخزي في الدنيا والآخرة على الكافرين * وقد رأى أمير المؤمنين وبالله توفيقه وإرشاده أن يحمل أهل الذمة جميعا بحضرته وفى نواحي أعماله أقربها وأبعدها وأخصهم وأخسهم على تصيير طيالستهم التي يلبسونها من لبسها من تجارهم وكتابهم وكبيرهم وصغيرهم على ألوان الثياب العسلية لا يتجاوز ذلك منهم متجاوز إلى غيره ومن قصر عن هذه الطبقة من أتباعهم وأرذالهم ومن يقعد به حاله عن لبس الطيالسة منهم أخذ بتركيب خرقتين صبغهما ذلك الصبغ يكون استدارة كل واحدة منهما شبرا تاما في مثله على موضع أمام ثوبه الذي يلبسه تلقاء صدره ومن وراء ظهره وأن يؤخذ الجميع منهم في قلانسهم بتركيب أزرة عليها يخالف ألوانها ألوان القلانس ترتفع في أماكنها التي تقع بها لئلا تلصق فتستر ولا ما يركب منها على حباك فيخفى وكذلك في سروجهم باتخاذ ركب خشب لها ونصب أكر على قرابيسها تكون ناتئة عنها وموفية عليها لا يرخص لهم في ازالتها عن قرابيسهم وتأخيرها إلى جوانبها بل تتفقد ذلك منهم ليقع ما وقع من الذي أمر أمير المؤمنين بحملهم عليه ظاهرا يبينه الناظر من غير تأمل وتأخذه الأعين من غير طلب وأن نؤخذ عبيدهم وإماؤهم ومن يلبس المناطق من تلك الطبقة بشد
(٣٥٦)