وسقط أصابع قوم منهم ونجوا وكانت البطارقة لما حمل يوسف بقراط بن أشوط تحالفوا على قتله ونذروا دمه ووافقهم على ذلك موسى بن زرارة وهو على ابنة بقراط فنهى سوادة بن عبد الحميد الجحافي يوسف بن أبي سعيد عن المقام بموضعه وأعلمه بما أتاه من أخبار البطارقة فأبى أن يفعل فوافاه القوم في شهر رمضان فأحدقوا بسور المدينة والثلج ما بين عشرين ذراعا إلى أقل حول المدينة إلى خلاط إلى دبيل والدنيا كلها ثلج وكان يوسف قبل ذلك قد فرق أصحابه في رساتيق عمله فتوجه إلى كل ناحية منها قوم من أصحابه فوجه إلى كل طائفة منهم من البطارقة وممن معهم جماعة فقتلوهم وقتلوا في يوم واحد وكانوا قد حاصروه في المدينة أياما فخرج إليهم فقاتل حتى قتل فوجه المتوكل بغا الشرابي إلى أرمينية طالبا بدم يوسف فشخص إليها من ناحية الجزيرة فبدأ بأرزن بموسى بن زرارة وهو... وله إخوة إسماعيل وسليمان وأحمد وعيسى ومحمد وهارون فحمل بغا موسى بن زرارة إلى باب الخليفة ثم سار فأناخ بجبل الخويثية وهم جمة أهل أرمينية وقتلة يوسف بن محمد فحاربهم فظفر بهم فقتل زهاء ثلاثين ألفا وسبى منهم خلقا كثيرا فباعهم بأرمينية ثم سار إلى بلاد الباق فأسر أشوط بن حمزة أبا العباس وهو صاحب الباق والباق من كور البسفرجان وبنى النشوي ثم سار إلى مدينة دبيل من أرمينية فأقام بها شهرا ثم سار إلى تفليس (وفى هذه السنة) ولى عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بغداد ومعاون السواد (وفيها) قدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خراسان لثمان بقين من شهر ربيع الآخر فولى الشرطة والجزية وأعمال السواد وخلافة أمير المؤمنين بمدينة السلام ثم صار إلى بغداد (وفيها) عزل المتوكل محمد بن أحمد بن أبي دؤاد عن المظالم وولاها محمد بن يعقوب المعروف بأبي الربيع (وفيها) رضى عن ابن أكثم وكان ببغداد فأشخص إلى سامرا فولى القضاء على القضاة ثم ولى أيضا المظالم وكان عزل المتوكل محمد بن أبي دؤاد عن مظالم سامرا لعشر بقين من صفر من هذه السنة (وفيها) غضب المتوكل على ابن أبي دؤاد وأمر بالتوكيل
(٣٦٧)