الروم لينظر كم عدد الاسرى ويعلم صحة ما عزم عليه ميخائيل ملك الروم أن عدد المسلمين قبل الفداء كان ثلاثة آلاف رجل وخمسمائة امرأة وصبى ممن كان بالقسطنطينية وغيرها إلا من أحضره الروم ومحمد بن عبد الله الطرسوسي وكان عندهم فأوفده أحمد بن سعيد بن سلم وخاقان مع نفر من وجوه الاسرى على الواثق فحملهم الواثق على فرس فرس وأعطى لكل رجل منهم ألف درهم وذكر محمد هذا أنه كان أسيرا في أيدي الروم ثلاثين سنة وأنه كان أسر في غزاة رامية كان في العلافة فأسر وكان فيمن فودى به في هذا الفداء وقال فودى بنا في يوم عاشوراء على نهر يقال له اللامس على سلوقية قريبا من البحر وأن عدتهم كانت أربعة آلاف وأربعمائة وستين نفسا النساء وأزواجهن وصبيانهن ثمانمائة وأهل ذمة المسلمين مائة أو أكثر فوقع الفداء كل نفس عن نفس صغيرا أو كبيرا فاستفرغ خاقان جميع من كان في بلد الروم من المسلمين ممن علم موضعه قال فلما جمعوا للفداء وقف المسلمون من جانب النهر الشرقي والروم من الجانب الغربي وهو مخاضة فكان هؤلاء يرسلون من ههنا رجلا وهؤلاء من ههنا رجلا فيلتقيان في وسط النهر فإذا صار المسلم إلى المسلمين كبر وكبروا وإذا صار الرومي إلى الروم تكلم بكلامهم وتكلموا شبيها بالتكبير وذكر عن السندي مولى حسين الخادم أنه قال عقد المسلمون جسرا على النهر وعقد الروم جسرا فكنا نرسل الرومي على جسرنا ويرسلون الروم المسلم على جسرهم فيصير هذا إلينا وذاك إليهم وأنكر أن يكون مخاضة وذكر عن محمد بن كريم أنه قال لما صرنا في أيدي المسلمين امتحننا جعفر ويحيى فقلنا وأعطينا دينارين دينارين قال وكان البطريقان اللذان قدما بالأسرى لا بأس بهما في معاشرتهما قال وخاف الروم عدد المسلمين لقلتهم وكثرة المسلمين فآمنهم خاقان من ذلك وضرب بينهم وبين المسلمين أربعين يوما لا يغزون حتى يصلون إلى بلادهم ومأمنهم وكان الفداء في أربعة أيام ففضل مع خاقان ممن كان أمير المؤمنين أعد لفداء المسلمين عدة كبيرة وأعطى خاقان صاحب الروم ممن كان قد فضل في يده مائة نفس ليكون عليهم الفضل استظهارا مكان من يخشى أن
(٣٣٣)