به فخافه وكان فيمن يغشاه رجل فيما ذكر يعرف بأبي هارون السراج وآخر يقال له طالب وآخر من أهل خراسان من أصحاب إسحاق بن إبراهيم بن مصعب صاحب الشرطة ممن يظهر له القول بمقالته فحرك المطيفون به يعنى أحمد بن نصر من أصحاب الحديث وممن ينكر القول بخلق القرآن من أهل بغداد أحمد وحملوه على الحركة لانكار القول؟ القرآن وقصدوه بذلك دون غيره لما كان لأبيه وجده في دولة بنى العباس من الأثر ولما كان له ببغداد وأنه كان أحد من بايع له أهل الجانب الشرقي على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والسمع له في سنة 201 لما كثر الدعار بمدينة السلام وظهر بها الفساد والمأمون بخراسان وقد ذكرنا خبره فيما مضى وأنه لم يزل أمره على ذلك ثابتا إلى أن قدم المأمون بغداد في سنة 204 فرجوا استجابة العامة له إذا هو تحرك للأسباب التي ذكرت * فذكر أنه أجاب من سأله ذلك وأن الذي كان يسعى له في دعاء الناس له الرجلان اللذان ذكرت أسماءهما قبل وأن أبا هارون السراج وطالبا فرقا في قوم مالا فأعطيا كل رجل منهم دينارا دينارا وواعدهم ليلة يضربون فيها الطبل للاجتماع في صبيحتها للوثوب بالسلطان فكان طالب بالجانب الغربي من مدينة السلام فيمن عاقده على ذلك وأبو هارون بالجانب الشرقي فيمن عاقده عليه وكان طالب وأبو هارون أعطيا فيمن أعطيا رجلين من بنى أشرس القائد دنانير يفرقانها في جيرانهم فانتبذ بعضهم نبيذا واجتمع عدة منهم على شربه فلما ثملوا ضربوا بالطبل ليلة الأربعاء قبل الموعد بليلة وكان الموعد لذلك ليلة الخميس في شعبان سنة 231 لثلاث تخلو منه وهم يحسبونها ليلة الخميس التي اتعدوا لها فأكثروا ضرب الطبل فلم يجبهم أحد وكان إسحاق بن إبراهيم غائبا عن بغداد وخليفته بها اخوه محمد بن إبراهيم فوجه إليه محمد بن إبراهيم غلاما له يقال له رحش فأتاهم فسألهم عن قصتهم فلم يظهر له أحد ممن ذكر بضرب الطبل فدل على رجل يكون في الحمامات مصاب بعينه يقال له عيسى الأعور فهدده بالضرب فأقر على ابني أشرس وعلى أحمد بن نصر بن مالك وعلى آخرين سماهم فتتبع القوم من ليلتهم فأخذ بعضهم وأخذ طالبا ومنزله في الربض من الجانب
(٣٢٧)