قال نعم أمرتني أن أنصح له إذ كان أمير المؤمنين ومن نصيحتي له ألا يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الواثق لمن حوله ما تقولون فيه فأكثروا فقال عبد الرحمن بن إسحاق وكان قاضيا على الجانب الغربي فعزل وكان حاضرا وكان أحمد بن نصر ودا له يا أمير المؤمنين هو حلال الدم وقال أبو عبد الله الأرمني صاحب ابن أبي دؤاد اسقنى دمه يا أمير المؤمنين فقال الواثق القتل يأتي على ما تريد وقال ابن أبي دؤاد يا أمير المؤمنين كافر يستتاب لعل به عاهة أو تغير عقلي كأنه كره أن يقتل بسببه فقال الواثق إذا رأيتموني قد قمت إليه فلا يقومن أحد معي فإني أحتسب خطاي إليه ودعا بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي وكان في الخزانة كان أهدى إلى موسى الهادي فأمر سلما الخاسر الشاعر أن يصفه له فوصفه فأجازه فأخذ الواثق الصمصامة وهى صفيحة موصولة من أسفلها مسمورة بثلاثة مسامير تجمع بين الصفيحة والصلة فمشى إليه وهو في وسط الدار ودعا بنطع فصير في وسطه وحبل فشد رأسه ومد الحبل فضربه الواثق ضربة فوقعت على حبل العاتق ثم ضربه أخرى على رأسه ثم انتضى سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه وحز رأسه * وقد ذكر أن بغا الشرابي ضربه ضربة أخرى وطعنه الواثق بطرف الصمصامة في بطنه فحمل معترضا حتى أتى به الحظيرة التي فيها بابك فصلب فيها وفى رجله زوج قيود وعليه سراويل وقميص وحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياما وفى الجانب الغربي أياما ثم حول إلى الشرقي وحظر على الرأس حظيرة وضرب عليه فسطاط وأقيم عليه الحرس وعرف ذلك الموضع برأس أحمد بن نصر وكتب في أذنه رقعة هذا رأس الكافر المشرك الضال وهو أحمد بن نصر بن مالك ممن قتله الله على يدي عبد الله هارون الامام الواثق بالله أمير المؤمنين بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفى التشبيه وعرض عليه التوبة ومكنه من الرجوع إلى الحق فأبى إلا المعاندة والتصريح والحمد لله الذي عجل به إلى ناره وأليم عقابه وإن أمير المؤمنين سأله عن ذلك فأقر بالتشبيه وتكلم بالكفر فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه ولعنه * وأمر أن
(٣٢٩)