مرحلة قدم قائدا من قواده إليها ليرتاد لمعسكره موضعا يعسكر فيه وقد خندق ابن السرى عليها خندقا فاتصل الخبر بابن السرى عن مصير القائد إلى ما قرب منها فخرج بمن استجاب له من أصحابه إلى القائد الذي كان عبد الله بن طاهر وجهه لطلب موضع معسكره فالتقى جيش ابن السرى وقائد عبد الله وأصحابه وهم في قلة فجال القائد وأصحابه جولة وأبرد القائد إلى عبد الله بريدا يخبره بخبره وخبر ابن السرى فحمل رجاله على البغال على كل بغل رجلين بآلتها وأدواتها وجنبوا الخيل وأسرعوا السير حتى لحقوا القائد وابن السرى فلم تكن من عبد الله وأصحابه إلا حملة واحدة حتى انهزم ابن السرى وأصحابه وتساقطت عامة أصحابه يعنى ابن السرى في الخندق فمن هلك منهم بسقوط بعضهم على بعض في الخندق كان أكثر ممن قتله الجند بالسيف وانهزم ابن السرى فدخل الفسطاط وأغلق على نفسه وأصحابه ومن فيها الباب وحاصره عبد الله بن طاهر فلم يعاوده ابن السرى الحرب بعد ذلك حتى خرج إليه في الأمان * وذكر عن ابن ذي القلمين قال بعث ابن السرى إلى عبد الله بن طاهر لما ورد مصر ومانعه من دخولها بألف وصيف ووصيفة مع كل وصيف ألف دينار في كيس حرير وبعث بهم ليلا قال فرد ذلك عليه عبد الله وكتب إليه لو قبلت هديتك نهارا لقبلتها ليلا بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلتأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون قال فحينئذ طلب الأمان منه وخرج إليه * وذكر أحمد بن حفص بن عمر عن أبي السمراء قال خرجنا مع الأمير عبد الله بن طاهر متوجهين إلى مصر حتى إذا كنا بين الرملة ودمشق إذا نحن بأعرابي قد اعترض فإذا شيخ فيه بقية على بعير له أورق فسلم علينا فرددنا عليه السلام قال أبو السمراء وأنا وإسحاق بن إبراهيم الرافقي وإسحاق بن أبي ربعي ونحن نساير الأمير وكنا يومئذ أفره من الأمير دواب وأجود منه كسا قال فجعل الأعرابي ينظر في وجوهنا قال فقلت يا شيخ قد ألححت في النظر أعرفت شيئا أم أنكرته قال لا والله ما عرفتكم قبل يومى هذا ولا أنكرتكم لسوء أراه فيكم ولكني رجل حسن الفراسة في الناس
(١٨١)