أخي أنت ومولاي * ومن أشكر نعماه فما أحببت من أمر * فإني الدهر أهواه وما تكره من شئ * فإني لست أرضاه لك الله على ذاك * لك الله لك الله وذكر عن عطاء صاحب مظالم عبد الله بن طاهر قال قال رجل من إخوة المأمون للمأمون يا أمير المؤمنين ان عبد الله بن طاهر يميل إلى ولد أبى طالب وكذا كان أبوه قبله قال فدفع المأمون ذلك وأنكره ثم عاد بمثل هذا القول فدس إليه رجلا ثم قال له امض في هيئة القراء والنساك إلى مصر فادع جماعة من كبرائها إلى القاسم ابن إبراهيم بن طباطبا واذكر مناقبه وعلمه وفضائله ثم صر بعد ذلك إلى بعض بطانة عبد الله بن طاهر ثم ائته فادعه ورغبه في استجابته له وابحث عن دفين نيته بحثا شافيا وائتني بما تسمع منه قال ففعل الرجل ما قال له وأمره به حتى إذا دعا جماعة من الرؤساء والأعلام قعد يوما بباب عبد الله بن طاهر وقد ركب إلى عبيد الله بن السرى بعد صلحه وأمانه فلما انصرف قام إليه الرجل فأخرج من كمه رقعة فدفعها إليه فأخذها بيده فما هو إلا أن دخل فخرج الحاجب إليه فأدخله عليه وهو قاعد على بساطه ما بينه وبين الأرض غيره وقد مد رجليه وخفاه فيهما فقال له قد فهمت ما في رقعتك من جملة كلامك فهات ما عندك قال ولى أمانك وذمة الله معك قال لك ذلك قال فأظهر له ما أراد ودعاه إلى القاسم وأخبره بفضائله وعلمه وزهده فقال له عبد الله أتنصفني قال نعم قال هل يجب شكر الله على العباد قال نعم قال فهل يجب شكر بعضهم لبعض عند الاحسان والمنة والتفضل قال نعم قال فتجئ إلى وأنا في هذه الحالة التي ترى لي خاتم في المشرق جائز وفى المغرب كذلك وفيما بينهما أمرى مطاع وقولي مقبول ثم ما التفت يميني ولا شمالي وورائي وقدامي إلا رأيت نعمة لرجل أنعمها على ومنة ختم بها رقبتي ويدا لائحة بيضاء ابتدأني بها تفضلا وكرما فتدعوني إلى الكفر بهذه النعمة وهذا الاحسان وتقول غدر بمن كان أولا لهذا وآخرا واسع في إزالة خيط عنقه وسفك دمه تراك لو
(١٨٥)