* ذكر الخبر عن أمر المأمون في ذلك وما كان في أيام بنائه * ذكر أن المأمون لما مضى إلى فم الصلح إلى معسكر الحسن بن سهل حمل معه إبراهيم بن المهدى وشخص المأمون من بغداد حين شخص إلى ما هنالك للبناء ببوران راكبا زورقا حتى أرسى على باب الحسن وكان العباس بن المأمون قد تقدم أباه على الظهر فتلقاه الحسن خارجا عسكره في موضع قد اتخذ له على شاطئ دجلة بنى له فيه جوسق فلما عاينه العباس ثنى رجله لينزل فحلف عليه الحسن ألا يفعل فلما ساواه ثنى رجله الحسن لينزل فقال له العباس بحق أمير المؤمنين لا تنزل فاعتنقه الحسن وهو راكب ثم أمر أن يقدم إليه دابته ودخلا جميعا منزل الحسن ووافى المأمون في وقت العشاء وذلك في شهر رمضان من سنة 210 فأفطر هو والحسن والعباس ودينار بن عبد الله قائم على رجله حتى فرغوا من الافطار وغسلوا أيديهم فدعا المأمون بشراب فأتى بجام ذهب فصب فيه وشرب ومد يده بجام فيه شراب إلى الحسن فتباطأ عنه الحسن لأنه لم يكن يشرب قبل ذلك فغمز دينار بن عبد الله الحسن فقال له الحسن يا أمير المؤمنين أشربه بإذنك وأمرك فقال له المأمون لولا أمرى لم أمدد يدي إليك فأخذ الجام فشربه فلما كان في الليلة الثانية جمع بين محمد بن الحسن بن سهل والعباسة بنت الفضل ذي الرئاستين فلما كان في الليلة الثالثة دخل على بوران وعندها حمدونة وأم جعفر وجدتها فلما جلس المأمون معها نثرت عليها جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب فأمر المأمون أن تجمع وسألها عن عدد ذلك الدر كم هو فقالت ألف حبة فأمر بعدها فنقصت عشرا فقال من أخذها منكم فليردها فقالوا حسين زجلة فأمره بردها فقال يا أمير المؤمنين إنما نثر لنأخذه قال ردها فانى أخلفها عليك فردها وجمع المأمون ذلك الدر في الآنية كما كان فوضع في حجرها وقال هذه نحلتك وسلى حوائجك فأمسكت فقالت لها جدتها كلمى سيدك وسليه حوائجك فقد أمرك فسألته الرضى عن إبراهيم بن المهدى فقال قد فعلت وسألته الاذن لام جعفر في الحج فأذن لها وألبستها أم جعفر البدنة الأموية وابتنى بها في ليلته وأوقد
(١٧٨)