يقاتل حميدا ولا يعرض له في شئ من عمله وكان كلما قال إبراهيم تهيأ للخروج لقتال حميد يعتل عليه بأن الجند يريدون أرزاقهم ومرة يقول حتى تدرك الغلة فما زال بذلك حتى إذا توثق مما يريد مما بينه وبين الحسن وحميد فارقهم على أن يدفع إليهم إبراهيم بن المهدى يوم الجمعة لانسلاخ شوال وبلغ الخبر إبراهيم فلما كان يوم الخميس جاء عيسى إلى باب الجسر فقال للناس إني قد سالمت حميدا وضمنت له ألا أدخل عمله وضمن لي ألا يدخل عملي ثم أمر أن يحفر خندق بباب الجسر وباب الشأم وبلغ إبراهيم ما قال وما صنع وقد كان عيسى سأل إبراهيم أن يصلى الجمعة بالمدينة فأجابه إلى ذلك فلما تكلم عيسى بما تكلم به وبلغ إبراهيم الخبر وأنه يريد أخذه حذر وذكر أن هارون أخا عيسى أخبر إبراهيم بما يريد أن يصنع به عيسى فلما أخبره بعث إليه ان يأتيه حتى يناظره في بعض ما يريد فاعتل عليه عيسى فلم يزل إبراهيم يعيد إليه الرسل حتى أتاه إلى قصره بالرصافة فلما دخل عليه حجب الناس وخلا إبراهيم وعيسى وجعل يعاتبه وأخذ عيسى يعتذر إليه مما يعتبه به وينكر بعض ما يقول فلما قرره بأشياء أمر به فضرب ثم إنه حبسه وأخذ عدة من قواده فحبسهم وبعث إلى منزله فأخذ أم ولده وصبيانا له صغارا فحبسهم وذلك ليلة الخميس لليلة بقيت من شوال وطلب خليفة له يقال له العباس فاختفى فلما بلغ حبس عيسى أهل بيته وأصحابه مشى بعضهم إلى بعض وحرض أهل بيته وإخوته الناس على إبراهيم واجتمعوا وكان رأسهم عباس خليفة عيسى فشدوا على عامل إبراهيم على الجسر فطردوه وعبر إلى إبراهيم فأخبره الخبر وأمر بقطع الجسر فطردوا كل عامل كان لإبراهيم في الكرخ وغيره وظهر الفساق والشطار فعقدوا في المسالح وكتب عباس إلى حميد يسأله أن يقدم إليهم حتى يسلموا إليه بغداد فلما كان يوم الجمعة صلوا في مسجد المدينة أربع ركعات صلى بهم المؤذن بغير خطبة (وفى هذه السنة) خلع أهل بغداد إبراهيم بن المهدى ودعوا للمأمون بالخلافة
(١٥١)