نصر بن شبث فقال السمع والطاعة يا أمير المؤمنين وأرجو أن يجعل الله الخيرة لأمير المؤمنين وللمسلمين قال فعقد له ثم أمر أن تقطع حبال القصارين عن طريقه وتنحى عن الطرقات المظال كيلا يكون في طريقه ما يرد لواءه ثم عقد له لواء مكتوبا عليه بصفرة ما يكتب على الألوية وزاد فيه المأمون يا منصور وخرج ومعه الناس فصار إلى منزله ولما كان من غد ركب إليه الناس وركب إليه الفضل بن الربيع فأقام عنده إلى الليل فقام الفضل فقال عبد الله يا أبا العباس قد تفضلت وأحسنت وقد تقدم أبى وأخوك إلى ألا أقطع أمرا دونك وأحتاج أن أستطلع رأيك وأستضئ بمشورتك فإن رأيت أن تقيم عندي إلى أن نفطر فافعل فقال له إن لي حالات ليس يمكنني معها الافطار ههنا قال إن كنت تكره طعام أهل خراسان فابعث إلى مطبخك يأتوا بطعامك فقال له إن لي ركعات بين العشاء والعتمة قال ففي حفظ الله وخرج معه إلى صحن داره يشاوره في خاص أموره (وقيل) كان خروج عبد الله الصحيح إلى مضر لقتال نصر بن شبث بعد خروج أبيه إلى خراسان بستة أشهر وكان طاهر حين ولى ابنه عبد الله ديار ربيعة كتب إليه كتابا نسخته * عليك بتقوى الله وحده لا شريك له وخشيته ومراقبته ومزايلة سخطه وحفظ رعيتك والزم ما ألبسك الله من العافية بالذكر لمعادك وما أنت صائر إليه وموقوف عليه ومسؤول عنه والعمل في ذلك كله بما يعصمك الله وينجيك يوم القيامة من عذابه وأليم عقابه فان الله قد أحسن إليك وأوجب عليك الرأفة بمن استرعاك أمرهم من عباده وألزمك العدل عليهم والقيام بحقه وحدوده فيهم والذب عنهم والدفع عن حريمهم وبيضتهم والحقن لدمائهم والامن لسبيلهم وإدخال الراحة عليهم في معايشهم ومؤاخذك بما فرض عليك من ذلك وموقفك عليه ومسائلك عنه ومثيبك عليه بما قدمت وأخرت ففرغ لذلك فكرك وعقلك وبصرك ورؤيتك ولا يذهلك عنه ذاهل ولا يشغلك عنه شاغل فإنه رأس أمرك وملاك شأنك وأول ما يوفقك الله به لرشدك وليكن أول ما تلزم به نفسك وتنسب إليه فعالك المواظبة على ما افترض الله عليك من الصلوات الخمس والجماعة عليها
(١٦٠)