شهر كذا وكذا درهما فيعطيه ذلك شائيا وآبيا فقوى على ذلك الا أن الدريوش خالفه وقال أنا لا أعيب على السلطان شيئا ولا أغيره ولا أقاتله ولا آمره بشئ ولا أنهاه وقال سهل بن سلامة لكني أقاتل كل من خالف الكتاب والسنة كائنا من كان سلطانا أو غيره والحق قائم في الناس أجمعين فمن بايعني على هذا قبلته ومن خالفني قاتلته فقام في ذلك سهل يوم الخميس لأربع خلون من شهر رمضان سنة 201 في مسجد طاهر بن الحسين الذي كان بناه في الحربية وكان خالد الدريوش قام قبله بيومين أو ثلاثة وكان منصور بن المهدى مقيما بعسكره بجبل فلما كان من ظهور سهل بن سلامة وأصحابه ما كان وبلغ ذلك منصورا وعيسى وإنما كان عظم أصحابهما الشطار ومن لاخير فيه كسرهما ذلك ودخل منصور بغداد وقد كان عيسى يكاتب الحسن بن سهل فلما بلغه خبر بغداد سأل الحسن بن سهل أن يعطيه الأمان له ولأهل بيته ولأصحابه على أن يعطى الحسن أصحابه وجنده وسائر أهل بغداد رزق ستة أشهر إذا أدركت له الغلة فأجابه الحسن وارتحل عيسى من معسكره فدخل بغداد يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شوال وتقوضت جميع عساكرهم فدخلوا بغداد فأعلمهم عيسى ما دخل لهم فيه من الصلح فرضوا بذلك ثم رجع عيسى إلى المدائن وجاءه يحيى بن عبد الله ابن عم الحسن بن سهل حتى نزل دير العاقول فولوه السواد وأشركوا بينه وبين عيسى في الولاية وجعلوا لكل عدة من الطساسيج وأعمال بغداد فلما دخل عيسى فيما دخل فيه وكان أهل عسكر المهدى مخالفين له وثب المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي يدعى إلى المأمون وإلى الفضل والحسن ابني سهل فامتنع عليه سهل بن سلامة وقال ليس على هذا بايعتني * وتحول منصور بن المهدى وخزيمة بن خازم والفضل بن الربيع وكانوا يوم تحولوا بايعوا سهل بن سلامة على ما يدعو إليه من العمل بالكتاب والسنة فنزلوا بالحربية فرارا من الطلب وجاء سهل بن سلامة إلى الحسن وبعث إلى المطلب أن يأتيه وقال ليس على هذا بايعني فأبى المطلب أن يجيئه فقاتله سهل يومين أو ثلاثة قتالا شديدا حتى اصطلح عيسى والمطلب فدس عيسى إلى سهل من اغتاله
(١٣٨)