فكان أحسنهم قولا الذي قال والله لقد مللنا البلاء وضقنا به ذرعا حتى ما فينا لهذا الامر موضع ولا لنا به حاجة ومنهم طائفة تحلف لئن أصبحنا من ليلتنا أو مسينا من غد ليرفعن أمرنا وليدلن علينا فكتبت إليك وقد غيبت وجهي وخفت على نفسي قال الحارث ويقال إن موسى ورزاما وعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن ابن المسور توجهوا إلى الشأم في جماعة فلما ساروا بتيماء تخلف رزام ليشترى لهم زادا فركب إلى العراق ورجع موسى وأصحابه إلى المدينة قال وحدثني عيسى قال حدثني موسى بن عبد الله ببغداد ورزام معا قال بعثني محمد ورزاما في رجال معنا إلى الشأم لندعوا له فإنا لبدومة الجندل إذا أصابنا حر شديد فنزلنا عن رواحلنا تغتسل في غدير فاستل رزام سيفه ثم وقف على رأسي وقال يا موسى أرأيت لو ضربت عنقك ثم مضيت برأسك إلى أبى جعفر أيكون أحد عنده في منزلتي قال قلت لا تدع هزلك يا أبا قيس شم سيفك غفر الله لك قال فشام سيفه فركبنا قال عيسى فرجع موسى قبل أن يصل إلى الشأم فأتى البصرة هو وعثمان بن محمد فدل عليهما فأخذا قال وحدثني عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال حدثني أخي عبد الله بن نافع الأكبر قال لما ظهر محمد لم يأته أبى نافع بن ثابت فأرسل إليه فأتاه وهو في دار مروان فقال يا أبا عبد الله لم أرك جئتنا قال ليس في ما تريد فألح عليه محمد حتى قال ألبس السلاح يتأس بك غيرك فقال أيها الرجل إني والله ما أراك في شئ خرجت في بلد ليس فيه مال ولا رجال ولا كراع ولا سلاح وما أنا بمهلك نفسي معك ولا معين على دمى قال انصرف فلا شئ فيك بعد هذا قال فمكث يختلف إلى المسجد إلى أن قتل محمد فلم يصل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل إلا نافع وحده ووجه محمد بن عبد الله لما ظهر فيما ذكر عمر عن أزهر بن سعيد بن نافع الحسن بن معاوية إلى مكة عاملا عليها ومعه العباس بن القاسم رجل من آل أبي لهب فلم يشعر بهم السرى ابن عبد الله حتى دنوا من مكة فخرج إليهم فقال له مولاه ما رأيك قد دنونا منهم قال انهزموا على بركة الله وموعدكم بئر ميمون فانهزموا ودخلها الحسن بن معاوية
(٢٠٠)