في خلافة موسى كثيرا ما تكلمه في الحوائج فكان يجيبها إلى كل ما تسأله حتى مضى لذلك أربعة أشهر من خلافته وانثال الناس عليها وطمعوا فيها فكانت المواكب تغدو إلى بابها قال فكلمته يوما في أمر لم يجد إلى إجابتها إليه سبيلا فاعتل بعلة فقالت لا بد من إجابتي قال لا أفعل قالت فإني قد تضمنت هذه الحاجة لعبد الله ابن مالك قال فغضب موسى وقال ويل على ابن الفاعلة قد علمت أنه صاحبها والله لا قضيتها لك قالت إذا والله لا أسألك حاجة أبدا قال إذا والله لا أبالى وحمى وغضب فقامت مغضبة فقال مكانك تستوعى كلامي والله وإلا فأنا نفى من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بلغني أنه وقف ببابك أحد من قوادى أو أحد من خاصتي أو خدمي لا ضربن عنقه ولا قبضن ماله فمن شاء فليلزم ذلك ما هذه المواكب التي تغدو وتروح إلى بابك في كل يوم أمالك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو بيت يصونك إياك ثم إياك ما فتحت بابك لملى أو لذمي فانصرفت ما تعقل ما تطأ فلم تنطق عنده بحلوة ولا مرة بعدها قال يحيى بن الحسن وحدثني أبي قال سمعت خالصة تقول للعباس بن الفضل بن الربيع بعث موسى إلى أمه الخيزران بأرزة وقال استبطتها فأكلت منها فكلي منها قالت خالصة فقلت لها امسكي حتى تنظري فإني أخاف أن يكون فيها شئ تكرهينه فجاؤوا بكلب فأكل منها فتساقط لحمه فأرسل إليها بعد ذلك كيف رأيت الإرزة فقالت وجدتها طيبة فقال لم تأكلي ولو أكلت لكنت قد استرحت منك متى أفلح خليفة له أم قال وحدثني بعض الهاشميين أن سبب موت الهادي كان أنه لما جد في خلع هارون والبيعة لابنه جعفر وخافت الخيزران على هارون منه دست إليه من جواريها لما مرض من قتله بالغم والجلوس على وجهه ووجهت إلى يحيى ين خالد إن الرجل قد توفى فاجدد في أمرك ولا تقصر وذكر محمد بن عبد الرحمن بن بشار أن الفضل ابن سعيد حدثه عن أبيه قال كان يتصل بموسى وصول القواد إلى أمه الخيزران يؤملون بكلامها في قضاء حوائجهم عنده قال وكانت تريد أن تغلب على أمره كما غلبت على أمر المهدى فكان يمنعها من ذلك ويقول ما للنساء والكلام في أمر
(٤٢٢)