فعبس في وجوههما وأظهر الكراهة لهما ثم سأل عبد الرحمن بن القاسم وعبيد الله بن عمر فانتسبا له فهش إليهما وتبسم في وجوههما وقال والله ما خرجنا إلا لنسير بسيرة أبويكما فقال له عبد الله بن حسن والله ما جئنا لتفضل بين آبائنا ولكنا بعثنا إليك الأمير برسالة وهذا ربيعة يخبركها فلما ذكر ربيعة نقض العهد قال بلج وأبرهة وكانا قائدين له الساعة الساعة فأقبل عليهم أبو حمزة فقال معاذ الله أن ننقض العهد أو نحبس والله لا أفعل ولو قطعت رقبتي هذه ولكن تنقضي الهدنة بيننا وبينكم فلما أبى عليهم خرجوا فأبلغوا عبد الواحد فلما كان النفر نفر عبد الواحد في النفر الأول وخلى مكة لأبي حمزة فدخلها بغير قتال قال العباس قال هارون فأنشدني يعقوب بن طلحة الليثي أبياتا هجى بها عبد الواحد قال وهى لبعض الشعراء لم أحفظ اسمه زار الحجيج عصابة قد خالفوا * دين الاله ففر عبد الواحد ترك الحلائل والامارة هاربا * ومضى يخط كالبعير الشارد لو كان والده تنصل عرقه * لصفت مضاربه بعرق الوالد ثم مضى عبد الواحد حتى دخل المدينة فدعا بالديوان فضرب على الناس البعث وزادهم في العطاء عشرة عشرة قال العباس قال هارون أخبرني بذلك أبو ضمرة أنس بن عياض قال كنت فيمن اكتتب ثم محوت اسمى قال العباس قال هارون وحدثني غير واحد من أصحابنا أن عبد الواحد استعمل عبد العزيز ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان على الناس فخرجوا فلما كانوا بالحرة لقيتهم جزر منحورة فمضوا (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال محمد بن عمر وغيره وكان العامل على مكة والمدينة عبد الواحد بن سليمان وعلى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة وعلى قضاء الكوفة الحجاج بن عاصم المحاربي فيما ذكر وعلى قضاء البصرة عباد بن منصور وعلى خراسان نصر بن سيار والفتنة بها
(٤٢)