أبا الجهم بن عطية إلى العلاء بن حريث بخوارزم بإظهار الدعوة في شهر رمضان لخمس بقين من الشهر فإن أعجلهم عدوهم دون الوقت فعرض لهم بالأذى والمكروه فقد حل لهم أن يدفعوا عن أنفسهم وان يظهروا السيوف ويجردوها من أغمادها ويجاهدوا أعداء الله ومن شغلهم عدوهم عن الوقت فلا حرج عليهم أن يظهروا بعد الوقت ثم تحول أبو مسلم عن منزل أبى الحكم عيسى بن أعين فنزل على سليمان ابن كثير الخزاعي في قريته التي تدعى سفيذنج من ربع خرقان لليلتين خلتا من شهر رمضان من سنة 129 فلما كانت ليلة الخميس لخمس بقين من شهر رمضان سنة 129 عقدوا اللواء الذي بعث به الامام إليه الذي يدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعا وعقد الراية الذي بعث بها الامام التي تدعى السحاب على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعا وهو يتلو أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ولبسوا السواد هو وسليمان بن كثير وإخوة سليمان ومواليه ومن كان أجاب الدعوة من أهل سفيذنج منهم غيلان بن عبد الله الخزاعي وكان صهر سليمان على أخته أم عمرو بنت كثير ومنهم حميد بن رزين وأخوه عثمان بن رزين فأوقد النيران ليلته أجمع للشيعة من سكان ربع خرقان وكانت العلامة بين الشيعة فتجمعوا له حين أصبحوا مغذين وتأول هذين الاسمين الظل والسحاب أن السحان يطبق الأرض وكذلك دعوة بنى العباس وتأويل الظل أن الأرض لا تخلو من الظل أبدا وكذلك لا تخلو من خليفة عباسي أبد الدهر وقدم على أبى مسلم الدعاة من أهل مرو بمن أجاب الدعوة وكان أول من قدم عليه أهل السقادم مع أبي الوضاح الهرمزفرى عيسى بن شبيل في تسعمائة رجل وأربعة فرسان ومن أهل هرمز فره سليمان بن حسان وأخوه يزدان بن حسان والهيثم بن يزيد بن كيسان وبويع مولى نصر بن معاوية وأبو خالد الحسن وجردي ومحمد بن علوان وقدم أهل السقادم مع أبي القاسم محرز بن إبراهيم الجوباني في ألف وثلثمائة راجل وستة عشر فارسا ومنهم من الدعاة أبو العباس المروزي وخذام بن عمار وحمزة بن زنيم فجعل أهل السقادم يكبرون من ناحيتهم وأهل السقادم مع محرز بن إبراهيم يجيبونهم بالتكبير فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا
(٢٥)