سبقا الجياد فلم يزالا نجعة * لا يعدم الضيف الغريب قراهما يستعليان ويجريان إلى العلى * ويعيش في كنفيهما حياهما أعنى عليا إنه ووزيره * عثمان ليس يذل من والاهما جريا لكيما يحلقا بأبيهما * جرى الجياد من البعيد مداهما فلئن هما لحقا به لمنصب * يستعليان ويلحقان أباهما ولئن أبر عليهما فلطال ما * جريا فبذهما وبذ سواهما فلا مدحنهما بما قد عاينت * عيني وإن لم أخص كل نداهما فهما التقيان المشار إليهما * الحاملان الكاملان كلاهما وهما أزالا عن عريكة ملكه * نصرا ولا في الذل إذ عاداهما نفيا ابن أقطع بعد قتل حماته * وتقسمت أسلابه خيلاهما والحارث بن سريج إذ قصدوا له * حتى تعاور رأسه سيفاهما أخذا بعفو أبيهما في قدره * إذ عز قومهما ومن والاهما (وفى هذه السنة) وجه إبراهيم بن محمد أبا مسلم إلى خراسان وكتب إلى أصحابه إني قد أمرته بأمري فاسمعوا منه واقبلوا قوله فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك فأتاهم فلم يقبلوا قوله وخرجوا من قابل فالتقوا بمكة عند إبراهيم فأعلمه أبو مسلم أنه لم ينفذوا كتابه وأمره فقال إبراهيم إني قد عرضت هذا الامر على غير واحد فأبوه على وذلك أنه كان عرض ذلك قبل أن يوجه أبا مسلم على سليمان بن كثير فقال لا إلى اثنين أبدا ثم عرضه على إبراهيم بن سلمة فأبى فأعلمهم أنه أجمع رأيه على أبى مسلم فأمرهم بالسمع والطاعة ثم قال يا عبد الرحمن إنك رجل منا أهل البيت فاحتفظ وصيتي وانظر هذا الحي من اليمن فأكرمهم وحل بين أظهرهم فإن الله لا يتم هذا الامر إلا بهم وانظر هذا الحي من ربيعة فاتهمهم في أمرهم وانظر هذا الحي من مضر فإنهم العدو القريب الدار فاقتل من شككت في أمره ومن كان في أمره شبهة ومن وقع في نفسك منه شئ وإن استطعت أن لا تدع بخراسان لسانا عربيا فافعل فأيما غلام بلغ
(١٤)