معهم الفعلة فسار إلى بلد فخندقوا وأقاموا له الأسواق وبلغ ذلك الملبد فخرج حتى نزل ببلد في خندق خازم فلما بلغ ذلك خازما خرج إلى مكان من أطراف الموصل حريز فعسكر به فلما بلغ ذلك الملبد عبر دجلة من بلد وتوجه إلى خازم من ذلك الجانب يريد الموصل فلما بلغ خازما ذلك وبلغ إسماعيل بن علي وهو على الموصل أمر إسماعيل خازما أن يرجع من معسكره حتى يعبر من جسر الموصل فلم يفعل وعقد جسرا من موضع معسكره وعبر إلى الملبد وعلى مقدمته وطلائعه نضلة بن نعيم بن خازم ابن عبد الله النهشلي وعلى ميمنته زهير بن محمد العامري وعلى ميسرته أبو حماد الأبرص مولى بنى سليم وسار خازم في القلب فلم يزل يساير الملبد وأصحابه حتى غشيهم الليل ثم توافقوا ليلتهم وأصبحوا يوم الأربعاء فمضى الملبد وأصحابه متوجهين إلى كورة حزة وخازم وأصحابه يسايرونهم حتى غشيهم الليل وأصبحوا يوم الخميس وسار الملبد وأصحابه كأنه يريد الهرب من خازم فخرج خازم وأصحابه في أثرهم وتركوا خندقهم وكان خازم تخندق عليه وعلى أصحابه بالحسك فلما خرجوا من خندقهم كر عليهم الملبد وأصحابه فلما رأى ذلك خازم ألقى الحسك بين يدين وبين يدي أصحابه فحملوا على ميمنة خازم وطووها ثم حملوا على الميسرة وطووها ثم انتهوا إلى القلب وفيه خازم فلما رأى ذلك خازم نادى في أصحابه الأرض الأرض فنزلوا ونزل الملبد وأصحابه وعقروا عامة دوابهم ثم اضطربوا بالسيوف حتى تقطعت وأمر خازم نضلة بن نعيم ان إذا سطع الغبار ولم يبصر بعضنا بعضا فارجع إلى خيلك وخيل أصحابك فاركبوها ثم ارموا بالنشاب ففعل ذلك وتراجع أصحاب خازم من الميمنة إلى الميسرة ثم رشقوا الملبد وأصحابه بالنشاب فقتل الملبد في ثمانمائة رجل ممن ترجل وقتل منهم قبل أن يترجلوا زهاء ثلثمائة وهرب الباقون وتبعهم نضلة فقتل منهم مائة وخمسين رجلا (وحج) بالناس في هذه السنة الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس كذلك قال الواقدي وغيره وذكر أنه كان خرج من عند أبيه من الشأم حاجا فأدركته ولايته على الموسم والحج بالناس في الطريق فمر بالمدينة
(١٤٣)