لبعض لا والله لا تفلح بعد عشيتنا أبدا خرجنا عليهم ونحن فرسان أهل الشأم فهزمونا حتى دخلنا المدينة وقتل تلك العشية من أهل خراسان بكار الأنصاري ورجل من أهل خراسان كانا من فرسان أهل خراسان وكان أبو نصر في حصار ابن هبيرة يملا السفن حطبا ثم يضرمها بالنار لتحرق ما مرت به فكان ابن هبيرة يهيئ حراقات كان فيها كلاليب تجر تلك السفن فمكثوا بذلك أحد عشر شهرا فلما طال ذلك عليهم طلبوا الصلح ولم يطلبوه حتى جاءهم خبر قتل مروان أتاهم به إسماعيل بن عبد الله القسري وقال لهم علام تقتلون أنفسكم وقد قتل مروان وقد قيل إن أبا العباس وجه أبا جعفر عند مقدمه من خراسان منصرفا من عند أبي مسلم إلى ابن هبيرة لحربه فشخص جعفر حتى قدم على الحسن بن قحطبة وهو محاصر ابن هبيرة بواسط فتحول له الحسن عن منزله فنزله أبو جعفر فلما طال الحصار على ابن هبيرة وأصحابه تجنى عليه أصحابه فقالت اليمانية لا نعين مروان وآثاره فينا آثاره وقالت النزارية لا نقاتل حتى تقاتل معنا اليمانية وكان انما يقاتل معه الصعاليك والفتيان وهم ابن هبيرة أن يدعو إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن فكتب إليه فأبطأ جوابه وكاتب أبو العباس اليمانية من أصحاب ابن هبيرة وأطمعهم فخرج إليه زياد بن صالح وزياد بن عبيد الله الحارثيان ووعدا ابن هبيرة ان يصلحا له ناحية أبى العباس فلم يفعلا وجرت السفراء بين أبى جعفر وبين ابن هبيرة حتى جعل له أمانا وكتب به كتابا مكث يشاور فيه العلماء أربعين يوما حتى رضيه ابن هبيرة ثم أنفذه إلى أبى جعفر فأنفذه أبو جعفر إلى أبى العباس فأمره بامضائه وكان رأى أبى جعفر الوفاء له بما أعطاه وكان أبو العباس لا يقطع أمرا دون أبى مسلم وكان أبو الجهم عينا لأبي مسلم على أبى العباس فكتب إليه بأخباره كلها فكتب أبو مسلم إلى أبى العباس إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد لا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة ولما تم الكتاب خرج ابن هبيرة إلى أبى جعفر في ألف وثلثمائة من البخارية فأراد أن يدخل الحجرة على دابته فقام إليه الحاجب سلام بن سليم فقال مرحبا بك أبا خالد انزل راشدا وقد أطاف بالحجرة نحو من عشرة آلاف من أهل
(١٠٧)