أوسع لك ثم قام هزان فتكلم فأخر فقال روح بن حاتم يا أبا يعقوب نزعت سيوف القوم فخرج عليهم موسى بن عقيل فقالوا له أعطيتمونا عهد الله ثم خستم به إنا لنرجو أن يدرككم الله وجعل ابن نباتة يضرب في لحية نفسه فقال له حوثرة إن هذا لا يغنى عنك شيئا فقال كأني كنت أنظر إلى هذا فقتلوا وأخذت خواتيمهم وانطلق خازم والهيثم بن شعبة والأغلب بن سالم في نحو من مائة فأرسلوا إلى ابن هبيرة إنا نريد حمل المال فقال ابن هبيرة لحاجبه يا أبا عثمان انطلق فدلهم عليه فأقاموا عند كل بيت نفرا ثم جعلوا ينظرون في نواحي الدار ومع ابن هبيرة ابنه داود وكاتبه عمرو بن أيوب وحاجبه وعدة من مواليه وبنى له صغير في حجره فجعل ينكر نظرهم فقال أقسم بالله إن في وجوه القوم لشرا فأقبلوا نحوه فقام حاجبه في وجوههم فقال ما وراءكم فضربه الهيثم بن شعبة على حبل عاتقه فصرعه وقاتل ابنه داود فقتل وقتل مواليه ونحى الصبى من حجره وقال دونكم هذا الصبى وخر ساجدا فقتل وهو ساجد ومضوا برؤوسهم إلى أبى جعفر فنادى بالأمان للناس إلا للحكم بن عبد الملك بن بشر وخالد بن سلمة المخزومي وعمر بن ذر فاستأمن زياد بن عبيد الله لابن ذر فآمنه أبو العباس وهرب الحكم وآمن أبو جعفر خالدا فقتله أبو العباس ولم يجز أمان أبى جعفر وهرب أبو علاقة وهشام بن هشيم بن صفوان بن مزيد الفزاريان فلحقهما حجر بن سعيد الطائي فقتلهما على الزاب فقال أبو عطاء السندي يرثيه:
ألا إن عينا لم تجد يوم واسط * عليك بجاري دمعها لجمود عشية قام النائحات وشققت * جيوب بأيدي مأتم وخدود فإن تمس مهجور الفناء فربما * أقام به بعد الوفود وفود فإنك لم تبعد على متعهد * بلى كل من تحت التراب بعيد وقال منقذ بن عبد الرحمن الهلالي يرثيه منع العزاء حرارة الصدر * والحزن عقد عزيمة الصبر لما سمعت بوقعة شملت * بالشيب لون مفارق الشعر