كما لا يخفى على من رزقه الله معرفة لسان الشرع ورموزه التي أشار إليها بقوله (عليه السلام) (9): " إنا لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن " ولعل منه قوله (صلى الله عليه وآله) ها هنا في الخبر المروي عن معاني الأخبار (1): " البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي " وقوله (صلى الله عليه وآله) في المروي عن الإرشاد (2): " البخيل كل البخيل من الذي إذا ذكرت عنده لم يصل علي " وقوله (صلى الله عليه وآله) في المروي (3) عن عدة الداعي: " أجفا الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصل علي " بل وقوله (صلى الله عليه وآله) في خبرين (4): " من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة ".
ومن الغريب أن المحدث البحراني استدل بهذا على الوجوب بعد حمل النسيان فيه على الترك كقوله تعالى (5): " فنسي " وأغرب منه كثرة تسجيعه في المقام وتبجحه وظنه أنه جاء بشئ حيث استدل على مطلوبه بظاهر الأمر في صحيح زرارة (6) " صل على النبي (صلى الله عليه وآله) كلما ذكرته أو ذكره ذاكر في الأذان أو غيره " حتى أنه أزرى على الخراساني بما لا ينبغي منه مدعيا صراحة ذلك في الوجوب، وإنها لمصيبة يستأهل أن يسترجع عندها، ضرورة أنه لا يليق بمن دس نفسه في فقهاء آل محمد (عليهم السلام) الركون إلى مثل هذا الأمر المعلوم إرادة الندب منه ضرورة، كقول الصادق (7) والرضا (عليهما السلام) (8): " الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله)