المتباين الذي لا ينبعث من شئ، ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: " الله أحد " أي المعبود الذي يأله الخلق عن ادراكه والإحاطة بكيفيته، فرد بالإلهية متعال عن صفات خلقه.
60 - وباسناده إلى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد؟ قال:
فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده، من القوم، ثم قال: يا أعرابي: ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا لا يجوز لان مالا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد، ألا ترى انه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، و قول القائل انه ربنا عز وجل إحدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عز وجل.
61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد المختار الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وانشأه إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت:
أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الاحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شئ والله واحد