4 - في مجمع البيان قيل نزلت الآية في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لوى. وذلك أنه اتى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يناجى عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا و أمية ابني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو اسلامهم، فقال: يا رسول الله أقر بني وعلمني مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض واقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الآيات وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول:
هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال انس بن مالك:
فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادق عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى أم مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك ابدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدى قدس سره: ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله بل هي خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على أن المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله مع الأعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، و يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه عليه السلام: " وانك لعلى خلق عظيم " وقوله: " و لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك " والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادق عليه السلام انها نزلت في رجل من بنى أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله، فجائه ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وانكره عليه.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب عثمان فقال: اما من استغنى فأنت له تصدى قال: أنت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه وما عليك الا يزكى أي لا تبالي أزكيا أو غير زكى إذا كان غنيا واما من جاءك يسعى يعنى ابن