مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.
63 - في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم.
64 - في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا الا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عز وجل.
65 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا (1) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.
66 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا لم يكن لله عز وجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل.
67 - وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها; والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وأقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال:
رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟ قال: وأي شئ أشد من النفس، ان الله يقول: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " 69 - في مجمع البيان: والذين جاؤوا من بعدهم يعنى من المهاجرين والأنصار إلى قوله: ويجوزان يكون المراد " من بعدهم " في الفضل، وقد يعبر بالقبل