مصيرا * ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ما أمرني به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى.
12 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذا الحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات (1) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن تجئ الآن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بصلاة الخوف في قوله عز وجل:
" وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلاة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية وهي على طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و يقولون: أيطمع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه أن يدخل الحرم أوقد غزتهم قريش في عقر ديارهم (2) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله انى لم آت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينكم وبين لحمانها (3)، فبعثوا عروة بن