تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٥ - الصفحة ٢٩٥
موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و آله انه لا إله إلا هو الحي القيوم ويسمى بهذه الأسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العلى، العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم (1) فضربوا له الأمثال، وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال; ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.
84 - في أصول الكافي باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم، قلت: يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن سألها ولا يطلب منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف.
85 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث يقول فيه عليه السلام: وان كنت تقول هذه الصفات والأسماء لم تزل; فان " لم تزل " محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه، ويعبدونه وهي ذكره (2) وكان الله ولا ذكر.
86 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال: لله تسعة وتسعون اسما. فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكأنها غيره.
87 - وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن أسماء الله واشتقاقها:
الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وآله يقتضى مألوها، والاسم

(1) تاه: ضل وتحير. وحلوم جمع الحلم - بالكسر -: العقل.
(2) قال المجلسي (ره): " وهي ذكره " بالضمير أي يذكر بها والمذكور بالذكر قديم والذكر حادث.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست