قال بشر وبشير: فلم يكن له (عليه السلام) جهد، إلا قوله: يا رب يا رب بعد هذا الدعاء، وشغل من حضر ممن كان حوله وشهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم، وأقبلوا على الاستماع له (عليه السلام)، والتأمين على دعائه، قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس، وأفاض (عليه السلام)، وأفاض الناس معه. (1) إلهي! أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري!؟ إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي!؟ إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة طواء مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء، إلهي! مني ما يليق بلومي، ومنك ما يليق بكرمك، إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة لي قبل وجود ضعفي، أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟ إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي، وإن ظهرت المساوي مني فبعدلك، ولك الحجة على، إلهي كيف تكلني وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب وأنت الحفى بي؟
ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك؟ أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك؟ أم كيف أترجم بمقالي وهو منك برز إليك؟ أم كيف تخيب آمالي وهى قد وفدت إليك؟ أم كيف لا