فقال: يا أماه! كيف لا يكون ذلك وقد عمل هذا!؟.
قالت: والله! يا ولدي! إني سمعته كثيرا يقول: حسين مني وأنا منه، ألا ومن آذى حسينا فقد آذاني، أما تذكر يا ولدي! لما تصارعتما بين يديه جعل يقول: إيها يا حسن!
فقلت له: كيف يا أبتاه! تنهض الكبير على الصغير!؟
فقال: يا ابنتاه! هذا جبرئيل ينهض الحسين وأنا أنهض الحسن، وإنه يا ولدي!
مر يوما جدك على منزلي وأنت تبكي في المهد فدخل أبي وقال لي: سكتيه يا فاطمة! ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني، وكذلك الملائكة بكاؤه يؤذيهم.
وقال مرارا: أللهم إني أحبه وأحب من يحبه. فكيف يا ولدي! تلك؟ لكن سر بنا إلى جدك، فأخذت بيد الحسين هي وتجر أذيالها حتى أتت إلى باب المسجد، فما رأت غير الإمام والنبي (صلى الله عليه وآله)، فلما رآها النبي (صلى الله عليه وآله) تنفس الصعداء وبكى كمدا، فجرت دموعه على خديه حتى بلت كميه.
فقالت: السلام عليك، يا أبتاه! فقال: وعليك السلام يا فاطمة! ورحمة الله وبركاته. قالت له: يا سيدي! كيف تكسر خاطر الحسين، أما قلت: إنه ريحانتي التي أرتاح إليها؟ أما قلت: هو زين السماوات والأرض؟
قال: نعم، يا ابنتاه! هكذا قلت.
فقالت: أجل كيف ما قبلته كأخيه الحسن؟ وقد أتاني باكيا، فلم أزل أسكته فلم يتسكت وأسليه فلم يتسل، وأعزيه فلم يتعز.
قال: يا بنتاه! هذا سر أخاف عليك إذا سمعته ينكدر عيشك، وينكسر قلبك.
قالت: بحقك، يا أبتاه! ألا تخفيه علي، فبكى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا بنتاه! يا فاطمة هذا! أخي جبرئيل أخبرني عن الملك الجليل أن لابد للحسن أن