ثم قال: أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر!
فدعي له، وكان كارها لا يحب أن يأتيه، فقال: يا عمر! أنت تقتلني! تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان، والله! لا تتهنأ بذلك أبدا، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، وكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم. (1) [490] - 273 - الطبرسي: عن مصعب بن عبد الله:
لما استكف الناس بالحسين (عليه السلام) ركب فرسه، واستنصت الناس، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: تبا لكم، أيتها الجماعة! وترحا وبؤسا لكم، حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في أيدينا، وحمشتم علينا نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا على أعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكنكم أسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتهافتم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفها وضلة، فبعدا وسحقا لطواغيت هذه الأمة! وبقية الاحزاب ونبذة الكتاب، ومطفئي السنن، ومؤاخي المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، وعصاة الإمام، وملحقي العهرة بالنسب، ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.