عليه قلوبكم وغشيت به صدوركم، فكنتم أخبث شيء سنخا للناصب وأكلة للغاصب، ألا لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فأنتم والله! هم.
ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين القتلة (1) والذلة، وهيهات منا أخذ الدنية، (2) أبى الله ذلك ورسوله، وجدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا إني قد أعذرت وأنذرت، ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد، وخذلة الأصحاب.
ثم أنشد يقول:
فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا أما إنه لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى، عهد عهده إلي أبي عن جدي، فأجمعوا أمركم وشركاء كم فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، إني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم، أللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة، فلا يدع فيهم أحدا، قتلة بقتلة، وضربة بضربة، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا، وأنت ربنا، عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.