أن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) دخل يوما إلى الحسن (عليه السلام)، فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله!؟ قال: أبكي لما يصنع بك.
فقال له الحسن (عليه السلام): إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله! يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار. (1) [195] - 39 - المجلسي: روي في بعض تأليفات أصحابنا:
أن الحسن (عليه السلام) لما دنت وفاته ونفدت أيامه، وجرى السم في بدنه، تغير لونه واخضر، فقال له الحسين (عليه السلام): ما لي أرى لونك مائلا إلى الخضرة؟
فبكى الحسن (عليه السلام) وقال: يا أخي! لقد صح حديث جدي في وفيك، ثم اعتنقه طويلا، وبكيا كثيرا، فسئل (عليه السلام) عن ذلك؟
فقال: أخبرني جدي قال: لما دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، ومررت على منازل أهل الإيمان، رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة، إلا أن أحدهما من الزبرجد الأخضر. والآخر من الياقوت الأحمر، فقلت: يا جبرئيل! لمن هذان القصران؟
فقال: أحدهما للحسن، والآخر للحسين (عليهما السلام).
فقلت: يا جبرئيل! فلم، لم يكونا على لون واحد؟ فسكت ولم يرد جوابا؟