[188] - 32 - ابن هشام: قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي الليثي: أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه:
أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب [(عليهما السلام)]، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - والوليد يومئذ أمير على المدينة أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان - منازعة في مال كان بينهما بذي المروة. فكان الوليد تحامل على الحسين (عليه السلام) في حقه لسلطانه، فقال له الحسين (عليه السلام): أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم لأدعون بحلف الفضول.
قال: فقال عبد الله بن الزبير - وهو عند الوليد حين قال الحسين (عليه السلام) ما قال:
وأنا أحلف بالله! لئن دعا به لآخذن سيفي، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا.
قال: فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، فقال مثل ذلك، وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي، فقال مثل ذلك، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي. (1) بيان: هذه الروايات بظاهرها تدل على وجود اختلاف بين سيرة الإمام الحسين والحسن (عليهما السلام)، ولكن الناظر البصير يعلم أنهما فرعا شجرة النبوة، وكلاهما نور واحد فيمكن أن نقول: إن الحسن (عليه السلام) كان الإمام في ذلك العصر فلابد له المماشاة مع طاغوت عصره حفظا لمصالح الإسلام والمسلمين، ولم يكن الحسين (عليه السلام) بتلك المنزلة في ذلك العصر كما فعل الحسين (عليه السلام) في قضية الصلاة على الحسن (عليه السلام).