فكان فيما حدثنا أن قال: يا إخوتي! توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم توفي فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف، واشتغل علي بن أبي طالب (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه ووضعه في حفرته، ثم أقبل على تأليف القرآن، وشغل عنهم بوصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يكن همته الملك، لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبره عن القوم، فلما افتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين، فلم يبق إلا علي (عليه السلام) وبنو هاشم وأبو ذر والمقداد وسلمان في أناس معهم يسير، قال عمر لأبي بكر: يا هذا! إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر، فابعث إليه، فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له: قنفذ...
إلى أن قال: فانتهوا بعلي (عليه السلام) إلى أبي بكر ملببا...
فقال عمر لأبي بكر وهو جالس فوق المنبر: ما يجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك؟ أو تأمر به فتضرب عنقه!! والحسن والحسين (عليهما السلام) قائمان على رأس علي (عليه السلام)، فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا أصواتهما: يا جداه! يا رسول الله! فضمهما علي (عليه السلام) إلى صدره وقال: لا تبكيا، فوالله لا يقدران على قتل أبيكما، هما أذل وأدحر من ذلك!
وأقبلت أم أيمن النوبية حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم سلمة، فقالتا: يا عتيق! ما أسرع ما أبديتم حسدكم لآل محمد!! فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد، وقال:
ما لنا وللنساء!؟
ثم قال: يا علي! قم بايع، فقال علي (عليه السلام): إن لم أفعل؟
قال: إذا والله! نضرب عنقك!
قال: كذبت والله يا بن صهاك! لا تقدر على ذلك، أنت ألأم وأضعف من ذلك.
فوثب خالد بن الوليد واخترط سيفه وقال: والله! إن لم تفعل لأقتلنك! فقام إليه