ومما ينبغي ان يذكر انه روى في هذا الباب (الباب 28 من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من كتاب الوسائل) روايتان عن النبي ورواية عن كل واحد من الأئمة عليهم السلام إلى الإمام الحسن العسكري (ع) يكون المجموع ثلاثة عشر رواية كلها عن تفسير الإمام وبوساطته (ع) رتبه حسب ترتيب الأئمة (ع) وكلها تشير إلى مطلب واحد وإن كان بعبارات مختلفة وتعبيرات شتى، وهو ما مر في الحديث الأخير: ان من أعظم القربات وأشرف أخلاق الأئمة، التقية وقضاء حقوق الاخوة وان تركهما من - الذنوب التي لا تغفر، فراجعها وتأملها، وسنشير إلى كل واحد منهما في محله المناسب له، والى سر هذا التأكيد البليغ في الامرين.
11 - ما في تفسير الإمام الحسن العسكري (ع) أيضا: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له (1) 12 - وعنه (ع) أيضا عن أمير المؤمنين (ع) التقية من أفضل اعمال المؤمنين يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين (2) وفى هذا الحديث دليل على أنه لا تشرع لحفظ نفسه فقط بل تشرع لحفظ نفوس الاخوان أيضا، وهل هو فيما إذا كان هناك خوف على نفوس واشخاص معلومة أو يكفي الخوف على نوع المؤمنين في بعض الأمكنة أو بعض الأحيان وان لم تعرف اشخاصهم، سيأتي الكلام فيه عند ذكر تنبيهات المسألة إن شاء الله فليكن على ذكر منك.
13 - وعنه (ع) أيضا عن جده علي بن الحسين (ع) يغفر الله للمؤمن