الأكثرون ولا يسمحون لهم باظهار عقائدهم أو العمل على وفقها فيخافون على أنفسهم أو النفيس مما يتعلق بهم، من مخالفيهم المتعصبين، فهؤلاء بنداء الفطرة يلجئون إلى التقية فيما كان حفظ النفس أو ما يتعلق بها أهم عندهم من اظهار الحق، والى ترك التقية وخوض غمرات الموت وتحمل المضار إذا كان اظهاره أهم، حسب اختلاف المقامات وما يتحمل من - الضرر لأجل الأعمال المخالفة للتقية.
كل ذلك مقتبس من حكم العقل بتقديم الأهم على المهم إذا دار الامر بينهما.
فعندئذ لا تختص التقية بالشيعة الإمامية ولا يختصون بها وان اشتهروا به، وتعم جميع الطوائف في العالم إذا ابتلوا ببعض ما ابتلى به الشيعة في بعض الظروف والأحيان.
فليس ذلك الا لأنهم كانوا في كثير من الاعصار والأقطار تحت سيطرة المخالفين المجحفين عليهم، وكل جماعة كانت كذلك ظهر في تاريخها التقية أحيانا.
وسيوافيك إن شاء الله الآيات والاخبار الحاكية عن أمر مؤمن آل فرعون وانه كان في تقية من قومه، وكذلك ما يحكى عن أمر أصحاب الكهف وتقيتهم.
بل ومن بعض الوجوه يعزى التقية إلى شيخ الأنبياء إبراهيم (ع) في احتجاجاته مع عبدة الأصنام، والى يوسف (ع) في كلامه لاخوته، كما سيأتي بيان كل منها إن شاء الله.