بلده قاصدا المسافة المحددة بكاملها ولكنه بعد أن طوى نصفها تردد وصار يقطع شيئا فشيئا من المسافة وهو متردد في مواصلة السير فان مثل هذا لا يقصر حتى ولو أكمل المسافة في سيره المتردد هذا لان قصده للمسافة لم يستمر إلى النهاية. ونريد بالقصد معنى لا يختص بحالات الرغبة والاختيار، وانما هو الشعور المؤكد بأنه سيطوي المسافة بكاملها، سواء كان هذا الشعور قائما على أساس ارادته للسفر بملء ء اختياره، أو اكراه شخص له على ذلك، أو اضطراره لهذا السفر واستسلامه للامر الواقع كما لو أفلت زمام السفينة من يد البحار وأدرك انها ستطوي به المسافة المحددة قبل ان يتمكن من التحكم فيها.
97 - ثالثا: ان تطوى هذه المسافة بصورة يعتبرها العرف سفرا ويقول الناس عمن طواها بأنه مسافر، وأما إذا طواها شخص ولم يطلق عليه انه مسافر عرفا فلا اثر لها شرعا، وذلك نظير من يبتعد عن بلده مائة متر مثلا ثم يدور حوله على نحو تكون مسافة المحيط الذي يقطعه حول البلد (2 / 43) كيلو مترا ولكنه مع ذلك لا يعتبر مسافرا عرفا ما دام يدور حول بلده على مقربة مائة متر، " فالكورنيش " مثلا الذي يحوط البلد مهما كان محيطه واسعا لا يعتبر قطعه وطيه سفرا.
رابعا: ان لا يحدث للمسافر قبل اكمال طي المسافة المحددة (اي قبل طي 1 / 5 43 كيلومتر) أحد الأمور التالية:
98 - الأول: المرور ببلده ووطنه فإذا طوى المسافر ثلاثة وأربعين كيلو مترا مثلا ولكنه وصل في أثناء هذه المسافة وقبل اكمالها إلى نفس بلده الذي سافر منه أو إلى بلد آخر يعتبره هذه المسافة وقبل اكمالها إلى نفس بلده الذي سافر منه أو إلى بلد آخر يعتبره وطنا له كبلده الذي سافر منه (تقدم معنى الوطن في الفقرة " 87 " وما بعدها)، إذا اتفق هذا فلا اثر لهذا السفر لأنه وقع في وسطه الحضر (وهو التواجد في الوطن)، ومثاله ان يسافر الانسان من النجف إلى الكوفة ومنها إلى كربلاء مارا بالنجف، ومثال: آخر