____________________
نعم ينبغي التعرض لبيان الفرق بين العبادات الوجودية والعدمية فيما هو متعلق القصد والإرادة حيث إنهما يمتازان عن الآخر في كيفية النية.
فإن الواجب إذا كان فعلا من الأفعال لا بد في تحقق الامتثال من تعلق القصد وصدوره عن إرادة واختيار، وهذا بخلاف الترك فإنه يكفي فيه مجرد عدم الارتكاب وإن لم يستند إلى الاختيار لنوم أو غفلة، أو كان ذلك من جهة العجز وعدم القدرة، لحبس أو مرض، كمن به داء لا يتمكن معه من الجماع من عنن ونحوه، أو كان طعام لا يمكن الوصول إليه عادة كالمختص بالملك، أو ما هو في أقصى البلاد، أو كان مما لا يقبله الطبع ويشمئز منه ولو كان مباحا، ففي جميع ذلك يكفي في تحقق النية مجرد العزم على الترك على تقدير تمامية مقدمات الفعل وتحقق مبادئ وجوده، من القدرة والالتفات والرغبة، فيعزم على أنه لو تم ذلك كله لأمسك عن الفعل على سبيل القضية الشرطية، إذ لو اعتبر فيها كون جميع التروك مستندا إلى القصد الفعلي كما في العبادات الوجودية لزم بطلان الصوم في الموارد المزبورة، مع أن صحتها كادت تكون ضرورية.
(1) كما نص عليه جمع من الأصحاب. وعليه فمنكره منكر للضروري فيجري عليه حكمه، وقد تقدم في كتاب الطهارة عند البحث عن الكفر والاسلام أن انكار الضروري بمجرده ومن حيث هو لا يستوجب الكفر وإنما يستوجبه من حيث رجوعه إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وآله المؤدي إلى إنكار
فإن الواجب إذا كان فعلا من الأفعال لا بد في تحقق الامتثال من تعلق القصد وصدوره عن إرادة واختيار، وهذا بخلاف الترك فإنه يكفي فيه مجرد عدم الارتكاب وإن لم يستند إلى الاختيار لنوم أو غفلة، أو كان ذلك من جهة العجز وعدم القدرة، لحبس أو مرض، كمن به داء لا يتمكن معه من الجماع من عنن ونحوه، أو كان طعام لا يمكن الوصول إليه عادة كالمختص بالملك، أو ما هو في أقصى البلاد، أو كان مما لا يقبله الطبع ويشمئز منه ولو كان مباحا، ففي جميع ذلك يكفي في تحقق النية مجرد العزم على الترك على تقدير تمامية مقدمات الفعل وتحقق مبادئ وجوده، من القدرة والالتفات والرغبة، فيعزم على أنه لو تم ذلك كله لأمسك عن الفعل على سبيل القضية الشرطية، إذ لو اعتبر فيها كون جميع التروك مستندا إلى القصد الفعلي كما في العبادات الوجودية لزم بطلان الصوم في الموارد المزبورة، مع أن صحتها كادت تكون ضرورية.
(1) كما نص عليه جمع من الأصحاب. وعليه فمنكره منكر للضروري فيجري عليه حكمه، وقد تقدم في كتاب الطهارة عند البحث عن الكفر والاسلام أن انكار الضروري بمجرده ومن حيث هو لا يستوجب الكفر وإنما يستوجبه من حيث رجوعه إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وآله المؤدي إلى إنكار