____________________
والغسق - بحسب اللغة - إما بمعنى ظلمة أول الليل، أو بمعنى شدة ظلمة الليل وغايتها، ومقتضى الأخبار الواردة في تفسير الغسق إرادة المعنى الثاني في المقام، حيث فسر في الأخبار بنصف الليل:
ففي صحيحة بكر بن محمد عن أبي عبد الله (ع) أنه سأله سائل عن وقت المغرب فقال: إن الله يقول في كتابه لإبراهيم: فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال: هذا ربي، وهذا أول الوقت، وآخر ذلك غيبوبة الشفق، وأول وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل يعني نصف الليل (* 1).
وفي صحيحة زرارة: فما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن الله وبينهن، ووقتهن، وغسق الليل هو انتصافه (* 2) ونحوهما غيرهما من الروايات.
ثم إن اشتداد الظلمة ونهايتها إنما هو في النصف فيما بين غروب الشمس وطلوعها. و (سره): أن إضاءة أية نقطة من الكرة الأرضية وتنورها إنما تستندان إلى الشمس لا محالة فكلما قربت الشمس من نقطة من الأرض أخذت تلك النقطة بالاستضاءة والتنور حتى يطلع الفجر فتصير تلك النقطة مضيئة ومتنورة بمقدار ضئيل، ثم تزداد تنورها واستضاءتها إلى أن تطلع الشمس وتخرج عن تحت الأفق، فتأخذ بالاشتداد شيئا فشيئا إلى أن تبلغ دائرة نصف النهار وهو نهاية ضياءها وتنورها، لأنه نهاية اقتراب الشمس من الأرض، فإن الشمس بعد ما بلغت إلى تلك الدائرة تأخذ في الابتعاد وبه
ففي صحيحة بكر بن محمد عن أبي عبد الله (ع) أنه سأله سائل عن وقت المغرب فقال: إن الله يقول في كتابه لإبراهيم: فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال: هذا ربي، وهذا أول الوقت، وآخر ذلك غيبوبة الشفق، وأول وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل يعني نصف الليل (* 1).
وفي صحيحة زرارة: فما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن الله وبينهن، ووقتهن، وغسق الليل هو انتصافه (* 2) ونحوهما غيرهما من الروايات.
ثم إن اشتداد الظلمة ونهايتها إنما هو في النصف فيما بين غروب الشمس وطلوعها. و (سره): أن إضاءة أية نقطة من الكرة الأرضية وتنورها إنما تستندان إلى الشمس لا محالة فكلما قربت الشمس من نقطة من الأرض أخذت تلك النقطة بالاستضاءة والتنور حتى يطلع الفجر فتصير تلك النقطة مضيئة ومتنورة بمقدار ضئيل، ثم تزداد تنورها واستضاءتها إلى أن تطلع الشمس وتخرج عن تحت الأفق، فتأخذ بالاشتداد شيئا فشيئا إلى أن تبلغ دائرة نصف النهار وهو نهاية ضياءها وتنورها، لأنه نهاية اقتراب الشمس من الأرض، فإن الشمس بعد ما بلغت إلى تلك الدائرة تأخذ في الابتعاد وبه