القوة كما وقع التنبيه عليه من قبل وبالجملة فينبعث منهما جميعا القوة المحركة التي في العضلات فتحركها بسطا أو قبضا ويتحرك بحركتها الأعصاب والأعضاء فيحصل المراد فهذه المبادئ فينا متعددة في أفعالنا الخارجية فاما القيوم جل ذكره فذاته اجل من الكثرة والداعية الخارجية والانفعال والابتهاج بما وراء ذاته لأنه نهاية المآرب والمطالب وليس له شوق (1) حاشاه عن ذلك ولا محبه بما سواه ولا قصد إلى تحصيل شئ عادم له كما علمت مرارا بل هو مبتهج بذاته لذاته ويلزم من هذا الابتهاج ويترشح منه حصول سائر الخيرات والابتهاجات على سبيل الفعل والابداع والإفاضة لا على شاكله الانفعال والاتصاف والاستحصال والآيات القرآنية في هذا الباب كثيره للمتدبرين فيها المتأملين في معانيها مثل قوله تعالى والله الغنى وأنتم الفقراء فهو الغنى من كل جهة عما سواه وما سواه مفتقر إليه من كل جهة بحسب ذاتها وصفاتها وأفعالها فلو كان له في فعله وجوده قصد زائد أو غرض أو شوق أو طلب طاعة أو ثناء أو مدح لم يكن غنيا من كل جهة عما سواه ومثل قوله تعالى واليه يرجع الامر كله وقوله الا إلى الله تصير الأمور وأشباه ذلك من الآيات الكثيرة جدا فهذه الآيات تدل على أنه غاية كل شئ فليس في فعله غاية وغرض سوى ذاته المقدسة فلو كان له اراده زائدة أو داع ومرجح من خارج له على فعله لم يكن ذاته المقدسة غاية الموجودات ومصير كل الأشياء فعلم من هذه الآيات ونظائرها ان ارادته للأشياء عين علمه بها وهما عين ذاته.
واما الحديث فمن الأحاديث المروية عن أئمتنا وسادتنا ع في الكافي وغيره في باب الإرادة ما ذكر في الصحيح عن صفوان بن يحيى قال قلت لأبي الحسن ع أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق قال فقال الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل (2) واما من الله فإرادته احداثه لا غير ذلك