الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٩٣
تعالى على قدره الانسان فان القدرة فينا عين القوة والاستعداد للفاعلية (1) و فيه تعالى نفس الايجاب والتحصيل فوزان علمه وقدرته في تعلقهما بالممكنات واحد من غير تفاوت.
تنبيه وإشارة ان خلاصه ما ذكره الشيخ في إلهيات الشفاء ان الواجب تعالى يعقل الأشياء ولا يجوز عليه ان يعقل الأشياء من الأشياء والا فذاته اما متقومة بما يعقل من الأشياء فيلزم التركيب في ذاته وهو محال واما عارضه لها (2) ان يعقل الأشياء فلا يكون واجب الوجود من كل جهة وهو أيضا محال ويكون لولا أمور من خارج لم يكن هو بحال ويكون له حال لا يلزم عن ذاته بل عن غيره فيكون لغيره فيه تأثير والأصول السالفة تبطل هذا وما أشبهه إذ قد سبق ان كل ما يعرض له امر من خارج (3) فلا بد فيه من قوة انفعالية فيلزم فيه التركيب الخارجي من شيئين شئ

(1) انما قال للفاعلية إشارة إلى أنه لا يلزم على ذلك القائل كون القدرة عين القوة والاستعداد كما يتوهم لان قدرته تعالى بالفعل عنده وانما اثرها الذي هو الفعل بالقوة كما أن القدرة على الكتابة للفاعل الكاتب الماهر المحصل لملكه الكتابة بالفعل وان كانت الكتابة له حين لا يكتسب بالقوة وهذه شئ من مقولة الفعل وتلك شئ آخر من مقولة الكيف - س قده.
(2) أي من خارج ذاته فلا يرد على الشيخ نفسه ما أورده لان الصور منبعثة عن ذاته تعالى عنده ونسبته إليها نسبه الفاعل إلى الفعل لا نسبه القابل كما إذا اتصف بها من خارج وقوله ويكون ولولا أمور من خارج أي لولا وجود فاعل الصور س قده (3) أي عروضا خارجيا بحيث يكون للمعروض مرتبه من الوجود متقدما على وجود العارض ويكون العروض عروض المقبول للقابل والمراد بالقوة الانفعالية المادة وحينئذ لزوم التركيب الخارجي ظاهر ولا ينتقض هذا وكذا ما بعده من الجسمية أو الجسمانية بالعقل إذ يعرض له الوجود من خارج فإنه ممكن وله من ذاته ان يكون ليس ومن علته ان يكون ايس وليس فيه تركيب خارجي ولا جسمية أو جسمانية ووجه عدم الانتقاض انه لا ماهية للعقل على التحقيق وعلى المشهور من أن له ماهية فلا عروض خارجي للوجود بالنسبة إلى الماهية في المواضع الاخر فكيف في العقل وأيضا القابل في العقل هو الماهية والقوة امكان ذاتي وفي الواجب تعالى حينئذ القابل وجود صرف عين الواقع ومتن الأعيان فالقوة امكان استعدادي وحامل الاستعداد هو المادة ولا بد لها من صوره فيلزم التجسم لا محاله تعالى الواجب القدوس عن ذلك علوا كبيرا س قده
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست