منفصله عنه وعن الأشياء وهي المثل الإفلاطونية والصور المفارقة أو يقول بان علمه بالأشياء الخارجية نفس تلك الأشياء فهي علوم باعتبار ومعلومات باعتبار آخر لأنها من حيث حضورها جميعا عند الباري ووجودها له وارتباطها إليه علوم ومن حيث وجوداتها في أنفسها ولمادتها المتجددة المتعاقبة الغائبة بعضها عن بعض المتقدمة بعضها على بعض بحسب الزمان والمكان معلومات فلا تغير في علمه تعالى بل في معلوماته وهذا ما اختاره شيخ الاشراق ومتابعوه والقائل بعدم انفصاله اما ان يقول إنه غير ذاته وهو مذهب الشيخين الفارابي وأبى على أو يقول إنه عين ذاته فحينئذ اما ان يقول إن ذاته متحدة بالصورة العقلية كفرفوريوس واتباعه من المشائين أو يقول إن ذاته بذاته علم اجمالي بجميع ما عداه أو بما سوى المعلول الأول على الوجه الذي أشرنا إليه فهذه ثمانية احتمالات ذهب إلى كل منها ذاهب فنحن نتكلم في كل منها جرحا وتعديلا ونقضا وابراما ونصلح ما أفسدوه بقدر الامكان ثم أعين ما هو أقرب إلى الصواب بل الحق الوارد من عند الله العزيز الوهاب.
الفصل (5) في الإشارة إلى بطلان مذهب الاعتزال ومذهب ينسب إلى أهل التصوف واما مذهب المعتزلة القائلين بان المعدوم شئ وان المعدومات في حال عدمها منفكة عن الوجود متميزة بعضها عن بعض وانه مناط علم الله تعالى بالحوادث في الأزل (1) فهو عند العقلاء من سخيف القول وباطل الرأي والكتب الكلامية والحكمية متكفلة بابطال شيئية المعدوم وما يجرى مجراه من هوساتهم واما ما نقل عن هؤلاء الاعلام من الصوفية فيرد على ظاهره ما يرد على مذهب المعتزلة فان ثبوت المعدوم مجردا عن الوجود امر واضح الفساد سواء نسب إلى الأعيان أو إلى