الملك فقال للطبيب عالجها في الحال على كل حال فلم يكن عند الطبيب تدبير طبيعي في ذلك الباب يشفى بلا مهلة ففزع إلى التدبير النفساني وامر ان يكشف شعرها فما اغنى ثم امر ان يكشف بطنها فما اثر ثم امر ان يكشف عورتها فلما حاولت الجواري ذلك نهضت فيها حراره قويه أتت على الريح الحادثة تحليلا فانزعجت مستقيمة سليمه انتهت عباراته بألفاظه.
الفصل (14) في استيناف القول في استجابة الدعوات بوجه تفصيلي ودفع الاشكال المورد فيها لما استبان لبصيرتك استناد الموجودات كلها إلى اراده الله وقدرته وعنايته التي هي علمه بوجه الخير في النظام وارتباط اجزاء النظام بعضها ببعض وترتب المسببات على الأسباب فمن جمله أسباب الكون وعلله وجود الداعي ودعاؤه فكما ان من أسباب حصول الفعل وجود زيد مثلا وعلمه وقدرته وارادته واختياره فكذلك الدعاء والطلب من الله والالحاح والتضرع من جمله أسباب الانجاح وحصول المراد والمقترح بإذن الله وملكوته وان الدعاء ربما يقرع باب الملكوت ويؤثر في اسماع الملكوتين كما مر ذكره في الفصل السابق من وجود جوهر نفساني في عالم السماوات متأثر مؤثر في عالم الأرض بتسخين بارد وتبريد حار وتحريك ساكن وتسكين متحرك وتبديل عنصر بعنصر بامداد له من فوق واعانه له من أشعة الجواهر العقلية منفعل مما يشاهد من أحوال هذا العالم من تطرق الآفات والعاهات لو لم ينجبر بما يؤدى إلى الخير والصلاح فيحدث في ذاته وعقله المنفعل معقول الامر الذي به يدفع الشر ويحصل الخير فذلك الجوهر كما مر ليس عقلا فعالا محضا حتى لا يؤثر فيه شئ ولا منفعلا محضا حتى لا يؤثر في شئ ولو بامداد واعانه مما فوقه بل فاعل فيما دونه بوجه ومنفعل أيضا مما دونه بوجه فلا يبعد ان يتأثر من دعوات المضطرين واستغاثة الملهوفين فيجيب دعائهم بإذن الله ويقضى حاجاتهم وينجح طلباتهم وقد أشرنا سابقا إلى أن الذي يمتنع