كالشفاء والنجاة والإشارات وكتب الشيخ الاشراقي كالمطارحات وحكمه الاشراق والتلويحات وكذلك كتب غيرهما ككتاب بهمنيار المسمى بالتحصيل وكتب المحقق الطوسي والامام الرازي وغير هؤلاء من اللاحقين وقد تكلمنا في هذا المقام (1) في مباحث اتحاد العقل والمعقول من الفن الكلى بما لا مزيد عليه ومن أراد الاطلاع على كيفية هذا المذهب وحقيته ودقته ولطافته فليراجع إلى ما هناك حتى يظهر له علو مرتبه قائله في الحكمة ورسوخه في العلم وصفاء ضميره بشرط ان يكون ممن له قوة خوض في العلوم وشده غور في التفكر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
الفصل (7) في حال القول بارتسام صور الأشياء في ذاته تعالى فتقريره على ما يستفاد من كلام الشيخ في أكثر كتبه هو ان الصور المعقولة قد تستفاد عن الصور الموجودة في الخارج كما تستفاد من السماء وهيأتها وأشكالها الخارجية بالحس والرصد صورتها العقلية وقد لا يكون الصورة المعقولة مأخوذة عن المحسوسة بل ربما يكون الامر بالعكس كصورة بيت أنشأها البناء أولا في ذهنه بقوة خيالية ثم تصير تلك الصورة محركه لأعضائه إلى أن يوجدها في الخارج فليست تلك الصورة وجودها العلمي مأخوذا من وجودها الخارجي بل وجودها الخارجي تابع لوجودها العلمي وقد مر في مباحث الكيفيات النفسانية من الفلسفة الأولى ان جنس العلم الذي من جمله أقسامها وأجناسها منقسم إلى فعلي وانفعالي والفعلي منه ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج والانفعالي بعكس ذلك سواء كانت السببية سببية تامه استقلالية أو لا فعلم صانع البيت بالبيت الذي يريد بناء ه من قبيل القسم الأول لكنه ليس سببا موجبا تاما بل يفتقر في ذلك إلى قابل وآله ووضع خاص وزمان خاص وشرائط أخرى.
فنقول نسبه جميع الأمور في هذا العالم إليه تعالى نسبه صنع الصانع