الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٢
الفصل الأول في اثبات وجوده والوصول إلى معرفه ذاته واعلم أن (1) الطرق إلى الله كثيره لأنه ذو فضائل وجهات كثيره ولكل وجهه
(١) اعلم أن لهذا الكلام ظاهرا يناسب طريقه أهل النظر ويناسب ما هو بصدد بيانه من ذكر براهين الحكماء على المطلوب وباطنا قد لمح إليه يناسب مشرب أهل الذوق.
اما الظاهر فهو ان المراد بالطرق الكثيرة طرق الوجود والامكان والحدوث و الحركة وغير ذلك وبالفضائل والجهات كونه تعالى صرف الوجود وكونه واجبا منتهى سلسله الامكانات وقديما محدثا للحوادث ومحركا غير متحرك للمتحركات وغير ذلك و لكل طائفة من أهل النظر مسلك منها وطريقه الوجود أسد وأشرف.
واما الباطن فهو ان قوله ان الطرق إلى الله كثيره يكون تلميحا إلى قولهم الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق ويكون الفضائل والجهات أسماؤه الحسنى و صفاته العليا ويكون المراد بقوله تعالى ولكل وجهه وقوع كل ماهية من الماهيات وعين من الأعيان الثابتة تحت اسم كمظهرية الملك للسبوح القدوس والفك للدائم الرفيع والحيوان للسميع البصير والجان للطيف الخبير والانسان لله وهكذا وتولى كل منها لكل ان يعبدها فالحيوان مثلا عبد السميع البصير والسلك عبد السبوح القدوس وقس نظائرهما عليهما.
واما الانسان سيما الكامل فهو عبد الله وهو المظهر الأتم بل الاسم الأعظم فطريقته الطريقة الأوسع الأعم ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم س قده