عنه لشهادة كل صفه انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزاه ومن جزاه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه (1) فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال على م فقد أخلى منه انتهى كلامه المقدس على نبينا وعليه وآله السلام والاكرام.
وهذا الكلام الشريف مع وجازته متضمن لأكثر المسائل الإلهية ببراهينها ولنشر إلى نبذ من بيان أسراره وأنموذج من كنوز أنواره.
شرح قوله ع أول الدين معرفته إشارة إلى أن معرفه الله تعالى ولو بوجه ابتداء الايمان واليقين فان ما لم يتصور شئ لا يمكن التصديق بوجوده ولهذا قيل مطلب ما الشارحة مقدم على مطلب هل كتقدم البسيط على المركب.
قوله ع وكمال معرفته التصديق به وذلك لان من عرف معنى واجب الوجود انه الوجود المتأكد الذي لا أتم منه الذي يفتقر إليه الممكنات والوجودات الناقصة الذوات المصحوبة للنقائص والاعدام والقصورات فقد عرف ان لا بد ان يكون في الوجود موجود واجب الوجود والا لم يوجد موجود في العالم أصلا واللازم باطل بالضرورة فكذا الملزوم فحقيقة الوجود (2) إذا عرفت على وجه الكمال