والمستعد له والتقدم والتأخر لحصول التنافي بين طرفيها في الوجود لا في مجرد المفهوم كما أشرنا إليه وبعضها ليس كذلك كالعالمية والمعلومية وما يجرى مجريهما كالمحب والمحبوب والعاشق والمعشوق وغير ذلك فالذي يكون من اقسام التقابل من المضاف هو ما يكون من الضرب الأول لا ما هو من الضرب الثاني.
فإذا تمهدت هذه المقدمات فلنشرع في تحقيق علمه بذاته وبما سواه وكيفية علمه بالأشياء المبدعة والكائنة ومراتب علمه تعالى بها كالعناية والقضاء والقدر والكتاب في عده فصول أخرى.
الفصل (2) في اثبات علمه بذاته كأنك بعد تذكر ما أسلفناه من الأصول لا تحتاج إلى مزيد بيان لهذا المطلب فنقول زيادة في التوضيح ان حقيقة العلم (1) لما كان مرجعها إلى حقيقة الوجود بشرط سلب النقائص العدمية وعدم احتجاب الملابس الظلمانية وثبت ان كل ذات مستقلة الوجود مجرده عما يلابسها فهي حاصله لذاتها فتكون معقولة لذاتها وعقلها لذاتها هو وجود ذاتها لا غير وهذا الحصول أو الحضور لا يستدعى تغايرا بين الحاصل والمحصول له والحاضر والذي حضر عنده لا في الخارج ولا في الذهن فكل ما هو أقوى وجودا وأشد تحصلا وارفع ذاتا من النقائص والقصورات فيكون أتم عقلا ومعقولا وأشد عاقلية لذاته فواجب الوجود